من أصول منكري السنة
من أصول منكري السنة
عند النظر في كلام منكري السنة نجد أن لهم أصولًا يعولون عليها؛ ومنها دعواهم الاستغناء بالقرآن عن السنة وأن القرآن جُعل تبيانًا لكل شيء؛ وهذا وإن كان صحيحًا إلا أن طرق البيان واسعة متعددة وهم يحصرونها في النص على كل حكم بعينه، وبيان القرآن إنما هو بيان على طريق الإجمال، فقد أحال القرآن على طاعة الرسول وأمر باتباعه وهو مبين عن الله، وإلا فإن القرآن ليس فيها تفصيل أمور كثيرة ككيفية الصلاة والحج.
ومن أصول منكري السنة دعواهم حصر السنة المعتبرة في المتواتر منها وإسقاط حجية الآحاد إما على أمور العقيدة وإما مطلقًا زعمًا منهم أنها لا تفيد اليقين، وهذا الكلام ليس دقيقًا لأن أحاديث الآحاد قد تفيد اليقين وتقوم بها الحجة، وقد كان النبي ﷺ يقيم الحجة على الناس بآحاد من الصحابة، بل إن كثيرًا من الناس يتحصَّل لهم اليقين في كثير من أحوالهم بأخبار الآحاد كالعلم بميلاد شخص أو وفاته أو نجاحه أو فشله.
ويطعن كثير من المشككين في السنة في نقلة السنة ورواتها ومن أكثر الذين طالهم هذا الطعن هو أبو هريرة (رضي الله عنه)، والمتأمل في طعون هؤلاء على الرواة يجد أنها لم تقم على أصل صحيح من جهة الثبوت؛ وإذا ما ثبت وصح ما يزعمون أنه طعن في هؤلاء الرواة، فإنه يناقش معهم دلالة تلك الأخبار على إسقاط العدالة، ثم الموازنة بين ما هو مجموع وما نقل عن الراوي من سيرته وحياته، وعدم حصر معطيات تقييمنا له في رواية معينة يكون محلها الصحيح من النقد أنها من زلات بني آدم التي لا ينجو منها إلا معصوم.
الفكرة من كتاب تثبيت حجية السنة ونقض أصول المنكرين
لقد ازدادت في الآونة الأخيرة ظواهر التشكيك في السنة والطعن فيها، واتخذ هذا الطعن وذلك التشكيك وسيلة إلى الإلحاد كنهاية المطاف لبعض هذه الاتجاهات باعتبار أن الكلام في السنة قد يشكِّل بعض الشبهات لدى بعض الناس، إذ إن الإلحاد الصريح ليس إلا تراكمًا لشبهات متعدِّدة من أبواب علمية مختلفة.
يناقش هذا الكتاب ركائز حجية السنة، وعناية الصحابة والعلماء بها، ويرد على الطاعنين والمشككين فيها بأسلوب علمي ومنهجي.
مؤلف كتاب تثبيت حجية السنة ونقض أصول المنكرين
أحمد يوسف السيد: باحث ومحاضر سعودي، تخرَّج في الجامعة الإسلامية بالمدينة، قسم الشريعة، وهو من مواليد المدينة، 1985م.
من مؤلفاته:
سابغات.
كامل الصورة.
أفي السنة شك؟
إلى الجيل الصاعد.