من أجل تعلم أفضل
من أجل تعلم أفضل
من أجل تعلم أفضل يجب أن نتخلص من بعض المعتقدات الخاطئة التي تصد عن التعلم وتقعد من السعي، كاعتقادنا بأننا أفراد نتميز بالتفرد والاستثناء ولا يوجد من يفهمنا، وأننا إذا لم ننجح في شيء ما بالماضي فلا بد أننا لن ننجح فيه مستقبلًا، والاعتقاد بأن الذكاء وقدرات التعلم أمور موروثة ولا يمكن تطويرها.
ويجب أن ننتبه لثلاثة عوامل تؤثر في الإدراك والقدرة على التفكير والتعلم بشكل عام، وهي: العاطفة، والصفات الشخصية، والدوافع.
ونبدأ بالعاطفة التي قد تدعم عملية التعلم، ونرى ذلك في سهولة التعلم والتذكر إن كان مزاجنا جيدًا، وقد تثبطه أيضًا في بعض صورها، كسوء المزاج والقلق الزائد، ولهذا فأنت بحاجة إلى تنظيم مشاعرك ووضع غير البنّاء منها تحت السيطرة، فلا تسمح لها بأن تزيد على حدها وتعوق تعلمك.
والصفات الشخصية مثلها مثل العاطفة، فمنها المساعد على التعلم كالفضول المعرفي والانفتاح الذهني والانضباط الذاتي والسعي إلى الأفضل وإتقان العمل، ومنها المُعطِل كاللا مبالاة في العلم والتجمد واتباع الهوى وسرعة الاستسلام. فحاول أن تحافظ على فضولك الداخلي تجاه العالم ويا حبذا لو كانت أنشطتك اليومية المعتادة تساعدك على إثراء فضولك ومعرفتك، وإذا واجهت مصاعب فلا تكن سريع اليأس والترك، ولكن واجه وقسم العمل الصعب أعمالًا أصغر وأسهل واعمل عليه مهلًا مهلًا حتى تتم إنجازه.
أما الدوافع فوجودها مهم في العملية التعليمية، ولكنها ليست بمفتاح يمكننا تشغيله وإطفاؤه حسْبما نشاء ويجب عدم الاعتماد عليها كمحرك وحيد للتعلم والإنجاز، وبدلًا من الاعتماد على الدوافع اعتمد على وضع هدف أساسي طويل المدى ثم قسمه مجموعة أهداف قصيرة موزعة على الشهر والأسبوع واليوم، ثم ضع الخطة التي ستعمل وفقها واجعلها واقعية قابلة للتنفيذ، وفي أثناء تنفيذ الخطة والعمل على الأهداف تابع نفسك باستمرار وتحقق من مستوى إنجازك وتقدمك وحدد معايير واضحة للتقييم ولاحظ نقاط القصور واعمل على تقويمها أولًا بأول، وسيساعدك أن تطبق بعض الثواب والعقاب بما يتناسب مع درجة التقصير أو الإنجاز.
الفكرة من كتاب كيف نفكر ونتعلم: آفاق نظرية ودلالات عملية
هل سمعت الشائعة التي تقول إننا لا نستخدم سوى 10% من أدمغتنا؟ وهل تظن أن التكرار هو الوسيلة الفعالة للتعلم؟ وهل ترى أن الشغف والدافعية هما المفتاح السحري الذي يمكنك من الإنجاز والعمل؟ حسنًا، يؤسفني إخبارك بأن كل هذه مفاهيم خاطئة، ورغم شيوعها فإن لها تأثيرًا سيئًا في التعلم في من يتبناها. ولكن في المقابل يوجد خبر سار هو أننا بصدد تصحيح كثير من مفاهيمنا الخاطئة، وسنعرف معًا خبايا الدماغ والتفكير والتعلم من الناحية النظرية والتطبيقية، فهلّا انطلقت معي ورحبت بتغير نظراتنا وتطوير مفاهيمنا وتعزيز تعلمنا وتفكيرنا!
مؤلف كتاب كيف نفكر ونتعلم: آفاق نظرية ودلالات عملية
جين إليس أورمرود: باحثة ومتخصصة في علم النفس، حصلت على شهادة البكالوريوس في علم النفس من جامعة براون، وشهادة الماجستير في العلوم، والدكتوراه في علم النفس التربوي من جامعة بنسلفانيا، كما عملت أستاذة لعلم النفس التربوي في جامعة شمال كولورادو حتى عام 1998م، وتشغل حاليًّا منصب أستاذة زائرة في كلية العلوم النفسية بالجامعة نفسها.
من مؤلفاتها:
Human Learning.
Child Development and Education.
Educational Psychology, Student Study Guide.