المحتويات
منهج الجواب والنظر وأصل الإشكال
الجواب عن مشكلة الشر لا بدَّ أن ينطلق من عدة أصول: منها أن عدل الله هو وضع الشيء في محله، وأن أفعاله سبحانه لا تقاس بخلقه، ولها حكم وأسباب، فقد يفعل الشيء ليرى نتيجته من عبده أو يثيبه عليه، وأن الله كامل العلم والقدرة والإرادة، وأن للإنسان إرادة حرة؛ فالإنسان يبحث عن جواب لمشكلة الشر لأنه يستشعر أن لحياته قيمة، فهو كائن عاقل أخلاقي يميِّز بين الشر والخير، ولأن الخير هو الأصل في الحياة فهو الأكثر، والشر ليس إلا نشازًا.
فالشعور بوجود الشر دليل في ذاته على وجود الله، ذلك أن الإنسان إذا كان قادرًا على التمييز بين الخير والشر، فمعنى ذلك أن هناك مصدرًا متعاليًا كله خير يستمد منه هذا المعنى وهذا التمييز، فبانعدام وجود الله تنعدم كل القيم والمبادئ، فإذا لم يكن الله موجودًا فكل شيء مباح.
كذلك فإن الإقرار بوجود الشر دليل على وجود نقيضه وهو الخير إذ لا معانيَ في عالم مادي بحت؛ وإذا كان الخير موجودًا فإن الله موجود، وما دام في العالم شر فهو دليل على نقصانه واحتياجه إلى موجد يمده بالوجود.
إن وجود الشر في الكون لا يصلح أن يكون دليلًا على عدم وجود الله، بل غاية الأمر أن ينفي وجود إله بعينه، ثم إن الإله الخالق لا يلزم لإثبات وجوده أن يكون رحيمًا، حتى إذا ما ظننا وجود شيء ينافي الرحمة أن ننفي وجود الإله، وهذا من جهة فلسفية عقلية بحتة.
الفكرة من كتاب مشكلة الشر ووجود الله
لقد أصبح الإلحاد ظاهرة موجودة وتحدِّيًا واقعًا، وليست محاربته بمجرد التنفير منه بوسيلة مجدية، وإنما يجب التصدي له بردود علمية وبراهين قاطعة، ولأن مشكلة الشر من أبرز شبهاته؛ فإن هذا الكتاب يعرضها من خلال التأصيل لها ببيان معنى الشر وماهيته، وبيان أنواع الشر الموجود في الكون وتقديم إجابة عن كل نوع، وهذا كله طبقًا للعقيدة الإسلامية.
مؤلف كتاب مشكلة الشر ووجود الله
سامي عامري: مؤلف وباحث تونسي، حاصل على الدكتوراه في مقارنة الأديان، ومهتم بمناقشة قضايا الفكر والإلحاد والمذاهب الفكرية المعاصرة.
له عدد من المؤلفات منها: “براهين وجود الله” و”براهين النبوة” و”فمن خلق الله!”.
الموضوع التالي
