منهج البحث
منهج البحث
المنهج في اللغة هو الطريق الواضح، وفي الاصطلاح العلمي “مجموعة القواعد والضوابط التي تُركب البحث العلمي وتُنظمه”، فالهدف الأساسي من منهج البحث هو عملية تنظيم العمل البحثي من جهة الشكل الخارجي ومن جهة المحتوى والمنطق الداخلي لبنائه؛ حيث يرشد المنهجُ الباحثَ إلى الخطوات التي ينبغي أن يسير عليها، وينظِّم له منطقية البناء الفكري التي يعمل وفقها؛ ويفضي ذلك في النهاية إلى سلامة النتائج التي يصل إليها الباحث.
تتعدَّد أنواع المناهج باختلاف التخصصات العلمية، وتنوُّع المدارس في كل تخصص، إلا أنها في النهاية تشترك في قواعد وأسس جامعة، وفي الحقيقة لا توجد حدود قطعية فاصلة بين المناهج، وقد تتداخل بعض المناهج في كثير من الجزئيات أو ينبني واحد منها على الآخر ويكملُه، وينبغي للباحث أن يأخذ في الاعتبار جيدًا في كل خطوة من خطوات بحثه المنهجَ الذي يتبعه والنتائج التي يُتوَقَّع أن يحققها من خلاله، وعند اختيار المنهج يجب أن يتأكد الباحث من مناسبته للموضوع من حيث الاختصاص، وأن يكون الباحث محصلًا لوسائله المادية والمهارات المطلوبة لتطبيق المنهج على الموضوع البحثي.
قسَّم الكاتب المناهج البحثية إلى قسمين أساسيين: القسم الأول للمناهج من ناحية العمليات العقلية، ويشتمل على منهجين: المنهج التحليلي الذي يربط بين المقدمات حتى يصل إلى النتيجة، ويعتمد على الكليات ليَخْلُصَ إلى الجزئيات والعلاقات بينها، والمنهج التركيبي الذي يبدأ من الجزئيات المتناثرة محاولًا معرفة العلاقات بينها؛ حتى يتمكَّن الباحث من فهم القضية الكلية موضوع البحث.
أما القسم الثاني للمناهج من ناحية العمليات الإجرائية، فيشتمل على عدة مناهج: مثل المنهج الوصفي الذي يعتمد على تجميع الحقائق ومقارنتها بعضها ببعض ثم تحليلها ووصفها وتفسير نتيجة هذا الوصف، ويتداخل هذا المنهج في بعض أدواته مع المنهج التحليلي، والمنهج التاريخي الذي يعتمد المنهج التاريخي في التوثيق والتفسير، ويهدف إلى تحليل المشكلات الإنسانية والقوى الاجتماعية التي شكَّلت الحاضر.
الفكرة من كتاب المدخل إلى منهجية البحث وفن الكتابة مع تطبيقات في العلوم الشرعية
البحث العلمي الصحيح هو معيار تقدم الأمم في مختلف المجالات، به تنتظم شؤون الناس وتُحفَظ مصالحهم، شريطة أن يكون البحث العلمي نفسه منضبطًا بأصول وقواعد تحفظه من الزلل والانحراف، تلك الأصول تُعرف باسم “المنهجية العلمية”، ثم تتكامل هذه المنهجية مع مَلَكة الكتابة البحثية التي تشكِّل جسر العبور بين عالم أفكار الباحث والقراء، ومتى ما تكامل للباحث امتلاك منهجية التفكير والكتابة الفعالة صار قادرًا على الإبداع في اختصاصه وإحداث تأثير مشهود.
هذا الكتاب يقدم الأصول التي لا غنى عنها لأي باحث في حقل الدراسات الإنسانية ليضع قدمه على بداية طريق البحث العلمي الرصين.
مؤلف كتاب المدخل إلى منهجية البحث وفن الكتابة مع تطبيقات في العلوم الشرعية
الدكتور عبد الرحمن حللي: كاتب وأستاذ جامعي سوري مقيم في ألمانيا، حاصل على الدكتوراه في علوم القرآن من جامعة الزيتونة 2004، وهو أستاذ مشارك في الدراسات الإسلامية بجامعة حلب – سوريا، وهو باحث زائر في جامعة برلين الحرة، تركز اهتماماته البحثية على الدراسات القرآنية، والتعليم الديني، والفكر الإسلامي المعاصر.