منهجُ تحويلِ المنتجاتِ الحاليّةِ لمنتجاتٍ ابتكارية
منهجُ تحويلِ المنتجاتِ الحاليّةِ لمنتجاتٍ ابتكارية
هناك مَنهجيةٌ رُباعيةٌ تُساعِدُ على تحويلِ الخِدْماتِ والمنتجاتِ الحاليةِ إلى خدماتٍ ومُنتجاتٍ ابتكارية. تنظرُ هذه المنهجيةُ إلى أنّ هناكَ عواملُ من الممكنِ أنْ نُزيدَ منها، أو نعملَ بعض الإضافاتِ، التي تُحسّنُ وتطورُ الخدمةَ أو المنتج، أو أنّ هناك عواملَ من الممكنِ التقليلُ أو التخلصُ منها، كما أن هُناكَ عواملَ جديدة كُليًا، يمكن أن تُزيدَ من القيمةِ المُقدمةِ للعملاء.
سيرك “دو سوليهdu solei ” ، هو مثالٌ واضحٌ على نجاحِ تلكَ المنهجيةِ، باستخدامِ هذه الاستراتيجيةِ، قدّمَ السِيركُ شكلاً جديدًا تمامًا من أشكالِ الترفيه، يعتمدُ على نَموذَجٍ جديدِ مختلفٍ عن الطريقةِ التقليديةِ للسيرك، عن طريق إعادةِ تعريفِ الغَرَضِ من كلِّ عنصرٍ من عناصرِ النموذجِ القديم. صَنَعَ وصاغَ السِيركُ شَكلاً جديدًا من وسائلِ الترفيه.
التالي، ما فعلَهُ السِيرْكُ:
١- التخلُّص من
كانَ السِيركُ يُعاني من التكلِفَةِ الضخمةِ لتربيةِ الحيواناتِ وإيواءِها وإطعامِها. لذا قرّرَ التخلُّصَ منها.
٢- التقليل
قلّلَ السِيركُ من اعتمادهِ على فقراتِ المُهرجين، التي كانت تهدِفُ إلى إبهارِ الأطفال.
٣- الرَفعُ والإضافةُ
كان سِيركُ du solei ، مُخصصًا للأطفالِ، فقام السِيركُ باستهدافِ شريحةٍ أكبرَ من العُملاء كالبالغين. أيضًا، كان السيركُ يُقامُ في مكانٍ بعيدٍ، فقررتْ إدارةُ السيركِ الاعتمادَ على مسارحَ جديدةٍ وكبيرةٍ لاستيعابِ الناسِ، وللوصولِ لأكبرِ عددٍ مُمكنٍ من العُملاء.
٤- الإبداعُ و الابتكار
قاموا بتدريبِ فريقِ العملِ علي عملِ عروضٍ جديدةٍ من نوعها، كالعروضِ المسرحيةِ والتجريدية.
طوّرَ السِيركُ شكلَ الترفيِهِ الدراميِ لاستقطابِ جمهورٍ جديدٍ بالكامل من البالغين، الذين يُفضّلونَ المسرحَ على السِيركِ. وبذلك لم يُصبِح كالسيركِ أو المسرحِ التقليدي، كانت له مكانة ابتكرها لنفسه.
نتيجةً لهذا النهجِ الجديد، استغرق سيرك du Solei أقلّ من 20 عامًا، لتجاوزِ الأرباحِ التي حققها أكبرُ سيركٍ في العالم على مدى ١٠٠ عامًا.
نجحَ السِيركُ في إعادةِ تعريفِ مُنتجهِ وجمهورهِ وسوقِهِ بالكامل. خَلَقَ لنفسِهِ محيطًا أزرقًا، من دون أيِّ منافسةٍ مباشرة. على الرُغم من أن ما فعلوه يتناقضُ مع جميعِ مفاهيمِ السوقِ الراسخة، والتي تقولُ أن الأعمالَ التِجَاريةَ في أي صناعةٍ، يجب أن تَتّبِعَ نَمُوذجَ العملِ المتوقعِ منها، وتتنافسُ داخلَ حُدودِ الصناعةِ، وتلبى احتياجاتِ العملاء.
الفكرة من كتاب استراتيجيةُ المحيطِ الأزرق
يشرح مؤلفو الكتابِ بعد دراسةِ العديدِ من تجارِبِ الشركاتِ الناجحةِ، كيف يمكنُكَ الابتعادُ عن المحيطِ الأحمر، أيِ المنافسةِ الشرسة، والإبحارُ نحو المحيطِ الأزرق، أي المنافسةِ الأقلِ والربحيةِ الأكبر، عن طريقِ تقديمِ مُنتجٍ أو خدمةٍ مُبتكرةٍ، لها قيمةٌ مضافةٌ للعميل.
مؤلف كتاب استراتيجيةُ المحيطِ الأزرق
دبليو تشان كيم ورينيه موبورن أستاذان للإستراتيجية في “إنسياد”، اشتركا في كتابة هذا الكتاب الأكثر مبيعًا لعام 2004. كما حصلا على العديد من الجوائز.