منغِّصات الحوار المثمر
منغِّصات الحوار المثمر
يخوض أغلبنا النقاشات للوصول إلى نقطة مشتركة وكلمة سواء، لكن هناك جملة من المنغِّصات التي قد نرتكبها غير آبهين بها كفيلة بتحويل النقاش إلى ساحة سجال عقيم ومعركة جدلية خاسرة.
ولكي نتمكَّن من الوصول إلى تحقيق أقصى فائدة منشودة من أي حوار كان، علينا أن نسعى مبتعدين عن أي سلوك قد يسهم بدوره في تنغيص أو إعاقة العملية الحوارية، ويبدأ الأمر بمراعاة الطرف الآخر والاعتناء بأساليب الصياغة والتحكُّم في نبرة الحوار؛ والمنغِّصات في هذا الجانب كثيرة كاعتماد أسلوب التهكم بالآخر والغض من شأنه وازدرائه أو محاولة الحط من قيمته، ويعتبر هذا آفة رائجة لدى أغلب محاوري اليوم، قد تدفع بعجلة الحوار إلى الوراء بدلًا من تقدمها إلى الأمام.
ويعدُّ خوض المناقشات بروح المتحدِّي المفوَّه المهاجِم والمفحِم لغيره، وتوجيه ضربات السخرية والاستهزاء في غير موضعها سبب من أسباب في نفور الناس من الحق كذلك، وتسهم أساليب من نوع تعمد تجاهل المحاور أو عدم إعطائه الوقت الكافي للتعبير عن موقفه والإبانة عن رأيه، وكثرة مقاطعته أو حمل كلامه على غير مقصده، أو تحميله ما لا يحتمل، أو إلزامه بما لا يلزم في استدعاء التباغض والتشاحن، فضلًا عن كونها قلة وعي ودراية أمارة ضعف وإفلاس.
ويعتبر الإصرار على الخطأ مع ظهور الحق وتجليه من جنايات الحوار، إذ إن أقبح القبح أن يعاند الإنسان بعد ما لجلج الحق أمام عينيه؛ إلا أن هذا لا يعد مبررًا للتنازل عن التشبُّث بالحق والدفاع عن الموقف الصحيح في المقامات التي لا متسع فيها لغير الثبات والرسوخ.
الفكرة من كتاب أخطاء في أدب المجالسة والمحادثة
للمجالس والمحادثات آداب وحدود وحقوق وواجبات قد يجهل معظمنا الكثير منها، هل فكرت يومًا في الجدوى من مشاركتك في نقاش أو مجلس ما؟
أم هل تساءلت مرة عن حدود الكلام التي لا ينبغي لك تجاوزها وأنت تتجاذب أطراف الحديث مع الآخرين؟ أين تجلس ومتى تسكت وكيف تكون مستمعًا جيدًا؟
في هذا الكتاب ستجد مجموعة من التوجيهات والضوابط والتحذيرات التي يمكن أن تساعدك على الاستزادة من الأدب والتحلِّي بالحلم والتخلُّق بالأخلاق القويمة في حديثك ومجلسك.
مؤلف كتاب أخطاء في أدب المجالسة والمحادثة
هو محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد، من مواليد مدينة الرياض، درس الابتدائية والمتوسط والثانوية في الرياض وتخرج في قسم اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والتحق بعدها بقسم العقيدة في الجامعة الإسلامية في أم درمان بالسودان، ثم حصل على الماجستير في كتاب “الإيمان بالقضاء والقدر”، والدكتوراه في كتاب “القصيدة التائية” لابن تيمية (رحمه الله).
ومن مؤلفاته العلمية:
التوبة وظيفة العمر.
مختصر عقيدة أهل السنة والجماعة.
الإيمان بالله.
لا إله إلا الله، معناها، أركانها، فضائلها، شروطها.