منظورك للحياة وجاذبيتك
منظورك للحياة وجاذبيتك
يدرك الآخرون بسهولة -خلال المحادثة الأولى- المنظورَ الذي ترى العالم من خلاله، ويصدرون بعض الافتراضات عن شخصيتك، فمنظورك للحياة يُعد جزءًا من ذاتك، لذلك احرص على منظورك الذي توصله إلى الآخرين، وهنا يأتي العنصر السادس من الانطباع الأول وهو منظورك نحو العالم، ويعد المنظور جزءًا تعرضه عن نفسك، ويُلاحظ بشكل غير مباشر عن طريق شعورك تجاه ذاتك والكيفية التي ترى بها العالم، لذلك عليك أن تعرف الأسلوب والطريقة التي تظهر بها إحساسك بذاتك، وتعرف المحتوى الذي تتحدث عنه فتعبر عن نظرتك إلى العالم.
ويتكون أسلوب إظهار شعورك بذاتك من عدة عناصر مثل المرونة، فالطريقة التي تتصرف بها في المواقف غير المتوقعة تعكس مرونتك للآخرين، فيحكمون على شخصيتك من خلالها سواء كنت مرنًا أم تفقد السيطرة على نفسك، وإظهار أسلوب المرونة يجعلك تبدو شخصًا متميزًا. عنصر آخر في أسلوب المنظور وهو الطريقة التي تعرض بها مكانتك، هل تعرض نفسك بطريقة يبدو فيها العلو على الآخرين والعجرفة أم تتواضع في ذكر مكانتك؟ الطريقة المناسبة لترك انطباع جيد هي أن تتواضع قليلًا وتحاول إيجاد مواضع متشابهة مع الآخر. أما العنصر الأخير فهو السيطرة، أي مدى سيطرتك على حياتك وتحكمك فيها، وتنعكس أهميتها في إظهارك قادرًا على رعاية نفسك وإدارة احتياجات الآخرين دون فرط سيطرة عليهم أو عدم إعطائهم حريتهم.
أما عن المحتوى، فاعلم أن اختيار ما تتحدث عنه يعكس شخصيتك ومنظورك، فإذا ركزت على الأمور الإيجابية فهذا يعكس أنك شخص متفائل، أما إذا نظرت إلى الأمور بسلبية فهذا يعكس تشاؤمك وعدم قدرتك على التعامل مع الأمور.
وأخيرًا العنصر الأخير من عناصر الانطباع الأول وهو الجاذبية، التي تجعل الآخرين يشعرون بالارتياح في وجودك، وتعد علامة على انفتاحك ومشاركتك، ويمكنك فعل ذلك عن طريق إظهار تقديرك للآخرين والاهتمام بهم، مثل الاهتمام بالنظر إلى الآخر والعناية بلغة الجسد، كذلك عليك الحرص على أسلوبك في إظهار جاذبيتك، هل تظهرها بتباهٍ وتكبر على الآخر أم تكبت مشاعرك وتقديرك للآخر وتجعله يشعر بمشاعر سيئة؟ الصواب أن تجعل تعبيرك عن جاذبيتك متوازنًا متوافقًا مع الطرف الآخر.
الفكرة من كتاب الانطباعات الأولى: ما لا تعرفه عن الطريقة التي يراك بها الآخرون
كثيرًا ما تجمعنا المواقف بأشخاص نشعر تجاههم بالإعجاب ونهتم بهم، ونود لو نعمل معهم أو نخالطهم أكثر، ولعل السبب في ذلك هو الانطباع الأول الجيد الذي أخذناه عنهم.
إن الانطباع الأول أمر في غاية الأهمية، فهو يحدد نظرة الناس إلينا، وقرارهم في ما إذا كانوا سيتقربون منا أكثر أم سينفرون منا، وعلى الرغم من أن الانطباعات الأولى قد تكون زائلة، فقد تؤثر في حياتنا، لأنها تربطنا أو تذكرنا دائمًا بالأشخاص.
غالبًا ما يتساءل أكثر الناس عن الطريقة التي يراها بهم الآخرون وما إذا كانوا يرغبون في التحدث معهم مجددًا أم لا، في هذا الكتاب سنجيب عن هذه الأسئلة من خلال التحدث عن كيفية تكوّن الانطباع الأول، وكيفية تكوّن انطباع أول مثالي عند الآخرين، وطريقة تعديل أسلوبنا لترك انطباع جيد.
مؤلف كتاب الانطباعات الأولى: ما لا تعرفه عن الطريقة التي يراك بها الآخرون
آن ديماري وفاليري وايت: هما مؤسستا شركة first impression inc، وهي شركة تعمل على مساعدة العملاء على فهم الطريقة التي يفهمهم بها الآخرون في المواقف المختلفة، كما تساعد القادة ومديري الشركات على فهم مهارات القيادة.