منطقة اللاشعور
منطقة اللاشعور
تعدُّ منطقة اللاشعور أو ما يسمى بالعقل اللاوعي أكثر جوانب النفس البشرية غموضًا وإثارة، فهذا الجانب هو المقابل الوظيفي لمنطقة الشعور أو العقل الواعي للإنسان، كما يمكن وصفه بأنه كاتم الأسرار! إذ يحوي نسخة من كل المشاهدات والأفكار والرغبات والنزعات المكبوتة، كما أنه أحيانًا يمسك بزمام العقل الواعي، ويظهر ذلك جليًّا في الأحلام وظاهرة التنويم المغناطيسي وفلتات اللسان وبعض الاضطرابات النفسية.
وإذا تجشَّمنا المخاطرة للنزول إلى سرداب اللاشعور، فسنجد أنه “ليس ذاتيًّا”، فدائمًا ما تجد في نفسك رغبة ما للإقدام على شيء أو للامتناع عنه وهي رغبة ليست نابعة من الفرد، أي ليست ذاتية، بل يجد الفرد نفسه مدفوعًا دفعًا إليها وما ذلك إلا إحدى ألاعيب العقل اللاوعي.
ومن هنا نجد أن القول إن الإنسان أسير ذكرياته له وجهٌ من الحقيقة، كذلك مما يلاحظ أنها منطقة منزوعة القوانين والأحكام فهي تُعنى فقط بتسجيل ما هو كائن ولا يعنيها كثيرًا ما يجب أن يكون الشيء عليه، كذلك لا يهتم “اللاشعور” كثيرًا بأوجه الاختلاف بين المشاهدات فهو يعمد إلى “الترميز” الذي يسوي بين الأشياء مجتمعة، كما أنه حين يقوم بوظيفته ككاتم للأسرار لا يُلقي بالًا إلى الفروقات الزمنية بين الأحداث، فالماضي والحاضر بالنسبة إليه سواء، بل أحيانًا في بعض الاضطرابات النفسية يتغلَّب الماضي على الحاضر!
الفكرة من كتاب مبادئ التحليل النفسي
يتناول الكتاب أحد أهم العلوم وأكثرها إثارة وغموضًا ألا وهو علم “التحليل النفسي”، هذا العلم الذي لا يقتصر فقط على كيفية قراءة النفس البشرية، بل يتعدَّى ذلك إلى محاولة التحكم فيها!
وعلى ذلك فالكتاب يقتحم خبايا التحليل النفسي ويتجشَّم خطورة النزول إلى سردابه، موضحًا أهم مبادئه وتفسير أشهر المصطلحات المستخدمة فيه، مع التعريج على أبرز تطبيقاته في العلوم الحياتية.
مؤلف كتاب مبادئ التحليل النفسي
محمد فؤاد جلال: كاتب مصري، يعدُّ أحدُ أبرزِ روَّاد التربية الحديثة، حصل على بعثةٍ لدراسة علم النفس في إنجلترا، حيث نالَ دبلوم علم النفس مع مرتبة الشرف عامَ ١٩٤٠م. وبعدما رجع مِن البعثة امتهن التدريس ﺑ”معهد التربية العالي للمعلمين”، وظلَّ به حتى عُيِّن رئيسًا لقسم التربية وعلم النفس، كما عمل أستاذًا لعلم النفس في كلية البنات.
وقد شغل العديد من الوظائف، منها: وزير الثقافة والإرشاد القومي، ووكيل مجلس الأمة وسفير مصر (بعدة دول)، كما ترأَّسَ مؤتمرَ الخِرِّيجين العرب، ومؤتمرَ التضامُن الآسيوي الأفريقي، وكَتبَ مئاتِ البحوث والمقالات، ويُعدُّ كتابا «مبادئ التحليل النفسي» و«اتجاهات في التربية الحديثة» من أهم كُتبِه، وقد استمرَّ عطاؤه حتى وافَتْه المنية عامَ ١٩٦٢م.