ممنوعات
ممنوعات
هناك بعض الأفعال التي يجب تجنبها كليةً إذا أردنا تنشئة أطفال أسوياء، وأولها التهديدات، فالتهديدات بالنسبة إلى الأطفال ما هي إلا دعوة لتكرار الأفعال الممنوعة! أريدك أن تتذكر كم مرة نجح التهديد في منع طفلك من سلوك معين، لا بد أنها مرات معدودة إن لم تكن معدومة.
فلماذا لا تجدي التهديدات؟ لأن التهديد يُعد تحديًا لشخصية الطفل، ولكي يثبت احترامه لنفسه وعدم خوفه، يتجاهل تهديداتنا ويرتكب الفعل مرة أخرى. كما أن الاستهلاك المستمر للتهديدات يؤدي إلى سلسلة مستمرة من سوء التصرف وفقدان الثقة بكلمة الآباء، وما يجب تجنبه أيضًا ربط المكافآت بفعل معين، ورغم أنه قد يؤدي إلى نتيجة فورية، فإنه لا يضمن الالتزام والاستمرارية، كما أنه يقود إلى المساومة والابتزاز وطلبات مستمرة مقابل القيام بسلوك معين، والأفضل من ذلك أن تأتي المكافآت فجأة ثم نخبرهم بأنها تقديرًا منا لجهودهم أو لسلوك معين التزموا به.
وكذلك يجب ألا تُبنى علاقتنا بأبنائنا على الوعود، بل يجب أن نحرص على وجود ثقة متبادلة. أما السخرية فيجب ألا يكون لها مكان في تربية الأبناء، وكذلك ينضم الإسراف في النصائح وإلقاء الخطابات المطولة إلى قائمة الممنوعات، كما أن هناك أفعالًا قد تدفع الأولاد إلى الكذب ولا شك أننا يجب أن نمتنع تمامًا عنها، كتوجيه أسئلة من المحتمل أن تسبب كذبًا دفاعيًّا أو أسئلة نعرف إجاباتها كأن تسأل ابنك “هل نظفت الغرفة؟”
وأنت ترى غرفة تملؤها الفوضى! ومما يدفع إلى الكذب أيضًا عدم تقبلنا الحقيقة منهم أو فرض عقوبات عليهم إذا أخبرونا بها. ومن أهم الممنوعات في التربية الإهانات، ويندرج تحتها “أنت لست مشرفًا لمدرستك”، والاتهامات مثل “أنت دائمًا من يبدأ المشكلات”، وكذلك كثرة الأوامر.
الفكرة من كتاب التربية المثالية للأبناء
ماذا نقول لضيف نسي مظلته عندنا؟ تفضل مظلتك، ويمر الأمر ببساطة، أليس كذلك؟ لكن ماذا لو كان طفلنا من نسيها؟ ينهمر عليه سيل من الجمل مثل: “دائمًا ما تنسى أشياءك قبل خروجك”، أو “لماذا لا تكون كأخيك الصغير”، أو “أراهن أنك كنت ستنسى رأسك لو لم يكن مثبتًا فوق كتفيك!”، إلى آخره من عبارات النقد والسخرية وحتى الإهانة.
فيا تُرى ما الذي نفتقر إليه في تعاملنا مع أولادنا؟ وهل يمكننا أن نحظى بتواصل أكثر فاعلية معهم؟ وكيف نتجاوز هذا الفارق بين استجابتنا للضيف والطفل؟ كل هذا وأكثر سنعرفه معًا في الأسطر القادمة.
مؤلف كتاب التربية المثالية للأبناء
هايم جينو: هو عالم نفس متخصص في معالجة مشكلات الأطفال وتطوير أساليب التربية، وقد أنشأ مجموعات إرشادية وتثقيفية للآباء ليساعدهم على أن يكونوا أكثر فهمًا وتعاطفًا واحترامًا لأولادهم، كما تهدف كتبه إلى تحقيق تواصل فعال بين الآباء والأبناء.
من مؤلفاته:
– المعالجة النفسية الجماعية للأولاد.
– الأولاد والمراهقون.
– المعلم والطفل.