ممارسة الطب
ممارسة الطب
كانت الممارسات الطبية قديمًا قائمة على التجريب والخطأ واستخدام بعض النباتات والأعشاب للشفاء في كثير من الحضارات، وتداخلت الفلسفة مع الطب لتفسير الصحة والمرض اعتمادًا على نظرية الأخلاط، وتطوَّرت المعرفة الطبية بمعرفة التشريح الداخلي للإنسان وظهور علم الفسيولوجي المختص بوظائف الأعضاء، وتعدُّ العصور الوسطى من العصور المظلمة لتاريخ الطب حيث ازدادت معدلات الوفيات وانتشرت الأوبئة كالطاعون والجذام والجدري والكوليرا.
وفي الفترة ما بين ثورتي 1789 و1848 ازدهرت ممارسة الطب في فرنسا وأصبحت باريس قبلة الطب، وامتدت الممارسات الطبية منها إلى أنحاء العالم الغربي، ولكن لم يدُم ذلك الازدهار طويلًا نتيجة الثورة الفرنسية، وبدأ عهد تطبيب المرء لنفسه ولكن سرعان ما اكتشفت الحكومة الفرنسية حاجة جنودها إلى الرعاية الطبية والأطباء، وفي عام 1794 أُعيد افتتاح مدارس الطب لتلبية الاحتياجات العسكرية، واعتمد الطب في مستشفيات فرنسا على ثلاثة محاور، وهي التشخيص الجسدي والباثولوجيا السريرية واستخدام أعداد كبيرة من الحالات لتوضيح التشخيص وتقييم العلاج، وكان أنطوان فوركروا مشهورًاككيميائي وعمل في المدرسة الجديدة التي كان أحد مؤسسيها في باريس، وكان هو المخطِّط للمدارس التي أنشئت في باريس وستراسبورج، ومونبيليه.
وكانت السمتان المميِّزتان لتلك الفترة هما غياب النظريات وكثرة مران الأطباء الجدد لا سيما في مجال الجراحة، ما نتج عنه تعلُّم الأطباء التفكير الجراحي الذي فتح الباب لثورة طبية جديدة.
الفكرة من كتاب تاريخ الطب.. مقدمة قصيرة جدًّا
تماشيًا مع فطرة الإنسان في حفظ حياته، وإزالة الألم الذي يقوِّض راحته فقد حرص طوال تاريخه على إيجاد الوسائل التي تعينه على التداوي، ورغم مرور التداوي بأطوار تاريخية مع تطوُّر قوانينه وأساليبه وحتى مع اختلاف بعض أسسه وأدواته بين الأمم، فقد كان في معظم تاريخه لا ينفصل عن الحكمة الإنسانية بما تشمله من دين وفلسفة، حيث ينظر إلى الإنسان على أساس طبيعته الثنائية من الروح والجسد.
وتتابعت محاولات الإنسان على مر العصور للتخلُّص من الألم والمرض واستنتاج وتعلم وسائل التطبيب بدءًا بأبقراط ومن بعده جالينوس، ثم علماء المسلمين الذين كانوا قنطرة انتقال التراث العلمي اليوناني إلى أوروبا انتهاءً بما صار إليه الطب في العصر الحديث إثر التطور التكنولوجي وتزايد البحث العلمي بعد الثورة الصناعية في أوروبا، ويتناول الكتاب باختصار تاريخ الطب وما طرأ عليه من تغيرات ابتداءً بأبقراط حتى العصر الحديث.
مؤلف كتاب تاريخ الطب.. مقدمة قصيرة جدًّا
ويليام باينَم William Bynum: مؤرخ بريطاني، ولِد عام 1943م، حصل على درجة الأستاذية الفخرية في تاريخ الطب من كلية لندن، وعُيِّن رئيس الوحدة الأكاديمية لمعهد ويلكام لتاريخ الطب لسنوات عديدة، وعمل محررًا لمجلة ميديكال هيستوري العلمية في الفترة من عام 1980م إلى عام 2001م، من أشهر مؤلفاته بالتعاون مع روي بورتر: العلم وممارسة الطب في القرن التاسع عشر، وقاموس أكسفورد للمقولات العلمية، والنباتات الرائعة التي تشكِّل عالمنا.