ملكية وسائل الإعلام الجديدة
ملكية وسائل الإعلام الجديدة
تفتح الأسئلة المطروحة حول كيفية عمل محركات البحث عبر الإنترنت، مثل جوجل، الطريق أمام القلق إزاء السياسات الحاكمة لهذه التقنيات، وعن دور السياسات الحكومية لضمان التزامها بتوجه مجتمعي وقيمي، يوجد إزاء ذلك نمطان مختلفان من ملكية وسائل الإعلام؛ النمط الأول هو ملكية القطاع الخاص مثل النموذج الأمريكي، واتخاذ الإعلانات التجارية والاستهلاكية على مستخدمي وسائل الإعلام المصدر الأساسي لتمويلها وتوجُّهها ناحية الربح بشكل أساسي، بينما النمط الثاني هو ملكية الحكومة لوسائل الإعلام وضمان توجُّهها للمصلحة العامة وتنمية الأهداف المجتمعية الثقافية والتعليمية في خطاب عام أقل استقطابًا مثل النموذج البريطاني.
ويظل السؤال الأكثر أهمية هو من يمتلك وسائل الإعلام؟ تظهر الإحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية تركّز وتكتُّل ملكية وسائل الإعلام بتقدم السنوات، فقد تقلص عدد المؤسسات الإعلامية من 50 إلى 8، بينما تعددت الوسائل والمحتوى والمواقع والقنوات بشكل هائل لترضي جميع الأذواق، في حين انخفض عدد مقدمي المحتوى نفسه، وأصبحت المواقع الأكثر شهرة وأسهل في الوصول والتمتع بثقة معقولة من الأفراد مملوكة إلى عدد قليل جدًّا من الشركات الإعلامية.
لا يقتصر الأمر على الولايات المتحدة الأمريكية فقط لأنه في عصر العولمة يمتد تأثر الوسائل الإعلامية على جميع البلاد بمختلف الثقافات، لا يفصل بينها حدود جغرافية.
ينال تكتُّل وتركُّز ملكية الوسائل الإعلامية العديد من الحجج المؤيدة، مثل أنه سيسهم في زيادة مصادر المعلومات عبر الإنترنت، ويجبر الشركات إلى الاستجابة لمطالب وأذواق المستهلكين المختلفين.
بينما يعبر المتخوِّفون عن حججهم الرافضة بأن المحتوى لا يعبِّر بالضرورة عن السوق، فهو آلة غير كفؤ لمعاملة المستهلكين بطريقة واحدة، ولكن دائم التحيُّز ناحية الأكثر ربحًا وتأثيرًا، كما أدَّت المنافسة المشتعلة إلى التركيز على المحتوى الترفيهي وأخبار المشاهير وتراجع وتهميش المحتوى الجاد الثقافي إرضاءً لأذواق الجماهير، إضافةً إلى خطورة الهيمنة على الصحافة لتأثيرها المباشر في الواقع السياسي في ظل تصاعد انعدام الثقة في الأخبار والنظر إلى الوسائل بأنها متحيزة وآراؤها معدة سلفًا في المكاتب المغلقة.
الفكرة من كتاب مقدمة إلى بيئة الإعلام الجديدة
لا يمكن تصوُّر الحياة المعاصرة من دون وسائل الإعلام، فقد تغلغلت في كل مجالات الحياة الاجتماعية، وأصبحت جزءًا أساسيًّا من اليوم العادي لأي فرد، فمنذ أن يفتح عينيه صباحًا حتى يغلقهما ليلًا يتعرَّض لوسائل الإعلام المختلفة، فما المراحل التي مرت بها وسائل الإعلام؟ وماذا تعني بيئة الإعلام الجديدة؟ وكيف يؤثر الإعلام في الفرد والمجتمع؟ وما الصور التي يمثلها؟
مؤلف كتاب مقدمة إلى بيئة الإعلام الجديدة
أندريا إل برِس: عالمة وباحثة أمريكية الجنسية في علم الاجتماع، حصلت على درجة الدكتوراه عام ١٩٨٧م من جامعة كاليفورنيا، وشغلت عدة مناصب تدريسية في جامعات مختلفة كان آخرها جامعة فرجينيا.
ترتكز اهتمامات أندريا على قضايا الإعلام الحديثة وعلاقتها بالثقافة المعاصرة وتأثيرها في الفرد والأنساق الاجتماعية، إضافةً إلى نشاطها في المجال الحقوقي واتجاهها النسوي المتعصِّب.
لها العديد من الأبحاث والدراسات الإعلامية، وترشَّحت بموجبها لعدة جوائز، ومن أشهر كتبها: “نساء يشاهِدْنَ التلفزيون”.
بروس إيه ويليامز: مقدم برامج إذاعية أمريكي شهير ولد عام ١٩٣٢م، عمل أستاذًا في قسم الدراسات الإعلامية بجامعة فرجينيا إلى جانب اهتمامه الشديد بالأعمال التجارية، وخاض تجربة الكتابة في عمر متأخر نسبيًّا، كما شارك في تأليف كتاب “بعد النشرات الإخبارية: الأنظمة الإعلامية وبيئة المعلومات الجديدة”، توفي عام ٢٠١٩م.
معلومات عن المترجم:
أحمد شكَل: تخرَّج في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب عام 2008م، وعمِل بعد تخرُّجه في مجال الترجمة، حيث ترجم أكثر من ٦٠ كتابًا إلى اللغة العربية في العديد من المجالات كالكمبيوتر وتحسين الذات والسيرة الذاتية، ومن أبرز هذه الكتب: “إدارة الوقت في لحظة”، و”كيف تقرأ شخصًا مثل الكتاب”، و”السيرة الذاتية لستيف جوبز”.
عمل في مؤسسة “هنداوي” حتى عام 2018م في وظيفة مترجم أول، حيث شارك ضمن فريق الترجمة بالمؤسسة في ترجمة ومراجعة الكتب والمقالات والمدوَّنات المترجمة.