ملحدو القرون الجديدة
ملحدو القرون الجديدة
باستكمال أقسام المُلحدين نجد أن الملحدين المعاصرين مثل أوهاير التي هددت والدها بقتله بالسكين لأنها كانت تكرهه، وكذلك إليس الذي عانى إهمال والديه لمرضه الخطير خلال طفولته، أما الملحدون الجدد فقد وصلت أفكارهم الإلحادية إلى الجامعات والإنترنت، على عكس الملحدين السابقين، فقد كانت أفكارهم لها انتشار محدود ليس كالوقت الحالي، فالملحدون الجدد لم يقدموا أي حجج جديدة ضد الإيمان بالله ولكنهم حظوا باهتمام شعبي.
ومنهم ريتشارد دوكينز الذي يُشير في سيرته الذاتية إلى أنه كان مسيحيًّا إنجليكانيًّا حتى منتصف سن المراهقة، ولكنه في التاسعة من عمره في مدرسته الداخلية الأنجليكانية المتشددة تعرَّض لحادثة اعتداء جنسي من قبل أحد أساتذة الشواذ المرتبطين بالكنيسة، فأرست هذه الحادثة سلبية شديدة للدين خصوصًا أنه كان منفصلًا عن والديه لأنه في المدرسة الداخلية، وغيره من الملحدين مثل دينيت الذي مات والده وهو في عمر الخامسة، وهيتشيز الذي كان والده ضعيفًا.
وقد أشار الكاتب إلى أنه حتى الملحدين السياسيين كان الأب المختل مؤثرًا في حياتهم، وأشهرهم “جوزيف ستالين” الذي تعرَّض خلال سنواته الأولى للضرب المبرح وغير المبرر من والده، وكذلك “أدولف هتلر” الذي تلقَّى الضرب المتكرر المبرح من والده، وعندما مات والده وهو ابن الرابعة عشرة دفعت به أمه إلى الكنيسة لكنه غدا ثوريًّا بوضوح، ومن الشخصيات “ماو تسي تونغ” الذي كره والده بوضوح وتمرَّد عليه، فمعظم السياسيين يركزون على الحصول على القوَّة بدلًا من رفض الإله بطريقة فكرية.
وقد يوجد بعض الملحدين البارزين لكن نظرية الأب المعيب لم تنطبق عليهم بشكل واضح، مثل كارل ماركس، فلم يكن بينه وبين والده نزاع واضح، ولكن والده أتى من سلالة طويلة من أحبار اليهودية ولكنه اعتنق المسيحية لأسباب اجتماعية، فقد عرف كارل أن والده كان مسيحيًّا سطحيًّا فكان من الممكن أن يقلص هذا من احترام كارل لأبيه، لذلك قد تكون نظريته الاشتراكية هجمة على ما يمثله أبوه.
الفكرة من كتاب نفسية الإلحاد: إيمان فاقد الأب
هل يبني الإنسان معتقداته على الأفكار والبراهين فحسب؟ أم أن هناك عوامل أُخرى قد ينفعل بها الإنسان عند اختياراته؟ في الحقيقة قد يجد البعض صعوبة في الإيمان بالإله نتيجة لظروف خاصَّة سابقة أو حالية إلا أن له الإرادة الحُرَّة بلا شك، ففي هذا الكتاب يفتح لنا الكاتب زاوية جديدة عن دوافع الإلحاد، فيقدِّم “سيكولوجية الإلحاد”، وذلك بالتركيز على المشكلات النفسية لدى المُلحد، وخصوصًا “مشكلة الأب” كما سمَّاها، ومدى تعلُّق مرض التوحُّد بالإلحاد، وقد يقوم المُلحد بنشر الإلحاد الناتج عن حالة نفسية معينة فيتحول ما هو شخصي إلى سياسي، ويصبح الإلحاد ظاهرة اجتماعية لها عواملها الأخرى التي تزيد من انتشارها.
مؤلف كتاب نفسية الإلحاد: إيمان فاقد الأب
الدكتور بول كلايتون فيتز (Paul Clayton Vitz)، وُلد في سنة 1935 ميلاديًّا، عالم نفس أمريكي حصل على البكالوريوس في علم النفس من جامعة ميشيغان ثم الدكتوراه في علم النفس من جامعة ستانفورد.
عمِل الدكتور “فيتز” أستاذًا فخريًّا لعلم النفس في جامعة نيويورك، ويقوم حاليًّا بالتدريس في معهد العلوم النفسية بجامعة الرحمة الإلهية في ستيرلنغ بولاية فيرجينيا، وركَّز عمله على الكشف عن العلاقة بين علم النفس والتديُّن والإلحاد.
من مؤلفاته: Sigmund Freud’s Christian Unconscious
Psychology as Religion: The Cult of Self-Worship