ملامح المستقبل.. كيف تبدو؟
ملامح المستقبل.. كيف تبدو؟
المستقبل بتفاصيله من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله وحده، إلا أننا بفهم ماضينا وحاضرنا يمكننا توقُّع الاتجاه العام الذي يسير إليه المستقبل، وذلك في مجالات عديدة، فعلى المستوى الإيماني يقول المؤلف إن افتتان المسلمين بالعقائد الباطلة والإلحاد يتراجع، بينما يكبر افتتانهم بنمط الحياة الغربية بما تحمله من تقدُّم مادي وانحدارٍ روحي وأخلاقي، مما يحمل الأسرة المسلمة مسؤولية تثبيت دعائم المنهج الرباني في أبنائها.
وعلى المستوى الاجتماعي يُتوقَّع أن يزداد الاهتمام بالحرية الشخصية وعدم مراعاة مشاعر الآخرين، وأن تضعف قوة العلاقات بين الأقارب، وأن يقل احترام الناس للعادات والتقاليد الاجتماعية عمومًا، أما مستوى المعيشة فسيتأثَّر بغلاء الأسعار، وتحويل كثير من الكماليات إلى أساسيات، وبارتفاع تكلفة التعليم والرعاية الصحية، وأما سوق العمل فسيكون مفتوحًا إلى حدٍّ بعيد تعلو فيه التنافسية، وستزداد مساحة العمل عن بعد أو من المنزل، وتقل الأعمال التي تتطلَّب جهدًا بدنيًّا مع تطوُّر الآلة يومًا بعد يوم، وستزداد أهمية التخصُّصات الدقيقة، وتلك تخمينات راجحة من المؤلف بدأنا نلمسها اليوم، وحريٌّ بنا أن نستعدَّ لها ونعد أبناءنا ليُحسنوا التعامل معها متوكِّلين على الله مستعينين به.
الفكرة من كتاب ابن زمانه.. التربية من أجل المستقبل
هذا الكتاب واحدٌ من سلسلة “التربية الرشيدة” للمؤلف، يحاول فيه استشراف المستقبل، ويؤكد ضرورة إعداد الأطفال له ليكونوا أبناء زمانهم، ويؤكد أهمية غرس الإيمان العميق فيهم، في بيئة تربوية طيبة ثرية، مع العناية بفكرهم وأخلاقهم أيضًا، ودفعهم إلى المبادرة والقيادة والتأثير في غيرهم، وتشجيعهم على النجاح والتفوق في مختلف نواحي الحياة، ويوضح الكاتب مقاصده من خلال العديد من الحكايات والأمثلة الحياتية التي يرويها، فإن بناء جيل صالح ناجح ومشارك في الإصلاح يقتضي تربية رشيدة واعية.
مؤلف كتاب ابن زمانه.. التربية من أجل المستقبل
عبد الكريم بكار، واحد من المؤلفين البارزين في قضايا التربية والفكر الإسلامي. حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وعلى الماجستير والدكتوراه من قسم أصول اللغة بالكلية نفسها بجامعة الأزهر، وكان عنوان رسالة الدكتوراه: “الأصوات واللهجات في قراءة الكسائي”، وقاد مسيرة أكاديمية عمرها 26 عامًا بالتدريس في جامعات مختلفة، ثم استقال في 2002 ليتفرَّغ للتأليف والعمل الدعوي.
له الكثير من المحاضرات، وشارك في العديد من المجلات والصحف العربية، وألَّف أكثر من أربعين كاتبًا، منها أكاديمي متخصِّص مثل: “الصفوة من القواعد الإعرابية”، و”ابن عباس مؤسس علوم العربية”، ومنها تربوي وفكري مثل: “تأسيس عقلية الطفل”، و”العيش في الزمان الصعب”، و”ثقافة العمل الخيري”، و”نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي”، و”تشكيل عقلية إسلامية معاصرة”، و”القراءة المثمرة: مفاهيم وآليات”، و”حول التربية والتعليم”، و”المتحدث الجيد”.