ملاذٌ آمِن
ملاذٌ آمِن
يكمُن العنصر الأخير في عملية الحضور في الأمان، ويمثِّل هذا العنصر فارقًا كبيرًا في العناصر الأربعة لأن الطفل الذي ينشأ في ظل ارتباطٍ آمن بوالديه، عندما يُصبح راشدًا لن يبحث عمن يعطونه العناصر الأربعة من الوجود بقدر ما سيكون موجودًا لأجل نفسه، مُمتلئًا بمعاني الحماية والتفهُّم والتهدئة والأمان، كجزء من هويَّته وشخصيته، وتنبع فوائد الأمان من أثرها في فهم أهمية العلاقات، والموضوعية، والمرونة في مواجهة الضغوط، وضبط الانفعالات، وحرية التفكير في الماضي ودمجه مع الحاضر في سبيل التخطيط الجيد للمستقبل، والرؤية الشخصية والاكتفاء الذاتي، وعندما يكون للطفل قاعدة آمنة ينطلقُ منها يجعله هذا يشعر بالشجاعة والحماية، وهذه القاعدة تعدُّ بمثابة منصَّة للانطلاق منها والعودة إليها طوال فترة النمو، في حالة أشبه بدائرة من الأمان يمكن إتاحة المساحة الكافية للطفل في التجربة والاستكشاف في ظلها، ويذهب بعض الناس إلى الاعتقاد نتيجة لبعض التطبيقات الخاطئة المتعلقة بقاعدة الأمان أنه ينتج عنها أطفال مدلَّلون لديهم شعور دائم بالاستحقاق، بل إن العكس هو ما يحدث في حالة التطبيق الصحيح لأنه ينتج عنها طفلٌ واثق بنفسه ومُتحمِّلٌ للمسؤولية، وهذا التطبيق الصحيح يستلزم من الأبوين الاحتفاظ بسلطتهما وعدم إذابة الحدود في سبيل تحقيق الأمان، لكن مع الحفاظ أيضًا على العلاقة الجيدة مع أطفالهما، وكما اختلفت وسيلة التهدئة في الفصل السابق بناءً على المنطقة التي يوجد بها الطفل، فإن إشعار الطفل بالأمان تختلف وسيلته باختلاف نوع الضغط الذي يتعرَّض له، وقد قسَّمها الكاتب إلى ثلاثة أقسام: الأوَّل الضغط الإيجابي، وهو الضغط الذي يدفع إلى التحرُّك والعمل، أما الثاني فهو الضغط المُحتمل، وهو أكثر صعوبة من الأول ولا يكون مفيدًا على الدوام، أما نوع الضغط الأخير فهو الضغط السام، وهو الضغط الناشئ عما لا يُمكن للطفل تحمُّله، وفي كل الأنواع والأحوال يمكن للطفل تخطِّي أنواع الصعوبات إذا حصل فقط على ارتباطٍ آمِن
والرؤية الشخصية والاكتفاء الذاتي، وعندما يكون للطفل قاعدة آمنة ينطلقُ منها يجعله هذا يشعر بالشجاعة والحماية، وهذه القاعدة تعدُّ بمثابة منصَّة للانطلاق منها والعودة إليها طوال فترة النمو، في حالة أشبه بدائرة من الأمان يمكن إتاحة المساحة الكافية للطفل في التجربة والاستكشاف في ظلها، ويذهب بعض الناس إلى الاعتقاد نتيجة لبعض التطبيقات الخاطئة المتعلقة بقاعدة الأمان أنه ينتج عنها أطفال مدلَّلون لديهم شعور دائم بالاستحقاق، بل إن العكس هو ما يحدث في حالة التطبيق الصحيح لأنه ينتج عنها طفلٌ واثق بنفسه ومُتحمِّلٌ للمسؤولية، وهذا التطبيق الصحيح يستلزم من الأبوين الاحتفاظ بسلطتهما وعدم إذابة الحدود في سبيل تحقيق الأمان، لكن مع الحفاظ أيضًا على العلاقة الجيدة مع أطفالهما، وكما اختلفت وسيلة التهدئة في الفصل السابق بناءً على المنطقة التي يوجد بها الطفل، فإن إشعار الطفل بالأمان تختلف وسيلته باختلاف نوع الضغط الذي يتعرَّض له، وقد قسَّمها الكاتب إلى ثلاثة أقسام: الأوَّل الضغط الإيجابي، وهو الضغط الذي يدفع إلى التحرُّك والعمل، أما الثاني فهو الضغط المُحتمل، وهو أكثر صعوبة من الأول ولا يكون مفيدًا على الدوام، أما نوع الضغط الأخير فهو الضغط السام، وهو الضغط الناشئ عما لا يُمكن للطفل تحمُّله، وفي كل الأنواع والأحوال يمكن للطفل تخطِّي أنواع الصعوبات إذا حصل فقط على ارتباطٍ آمِن.
الفكرة من كتاب قوة الحضور: كيف يشكِّل حضور الأبوين شخصية أطفالنا وطريقة تفكيرهم
إن شعور الطفل بوجود شخصٍ على الأقل في حياتهِ لأجلِه، عبارة من منبع من بواعث الأمان في نفسِه، هذا الاحتياج الشديد إلى الوجود في الطفولة إذا لم يُشبَع سيؤثِّر بشكلٍ عميق جدًّا وسلبي في حياة ذلك البالغ الذي لم يشبع من الأمان في طفولته، وهذا الوجود لا يتطلَّب صورة أبويَّة من المثاليَّة على الإطلاق، إنما يحتاجُ الصدق في السعي لا أكثر، ويدور فلك هذا الكتاب عن كيفية تحقيق الوجود المتمثل في عناصره الأربعة: الحماية، والتفهُّم، والتهدئة، والأمان، فعندما تتوافر هذه العناصر يمكن بكل سلاسة إصلاح العطب، وترميم الصدع الناتج عن الأخطاء البشرية التي لا فرار منها في عملية التربية، والحياة بأسرها، ولا يعتمد الوجود على الأثر المعنوي فقط من ثقة ومحبة وأمان، وإنما يمتد إلى الآثار الفسيولوجية الناتجة عن النمو المتكامل للمخ، وأيضًا مرونة الجهاز العصبي في جسم الطفل، والنفع الناتج عن هذا الارتباط الآمن إنما هو نفعٌ متعدٍّ للطفل وللوالدين على حدٍّ سواء.
مؤلف كتاب قوة الحضور: كيف يشكِّل حضور الأبوين شخصية أطفالنا وطريقة تفكيرهم
دانيال جيه. سيجل: طبيب وعالم نفس، وُلِد في الثاني من سبتمبر عام 1957م بالولايات المتحدة الأمريكية، وحصل على دكتوراه في الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا، ويعمل مُحاضرًا في نفس الجامعة التي تخرج فيها.
تينا باين برايسون: مُعالِجة نفسية ومؤسسة لمعهد play strong الذي يدعم فلسفة المُعالجة النفسية باللعب، تخرَّجت في جامعة بايلور، وحصلت على الدكتوراه من جامعة جنوب كاليفورنيا.
اشتركا أيضًا في تأليف كتاب “طفل المخ الكامِل”.