ملاحظات قبل الزواج
ملاحظات قبل الزواج
توجد العديد من المؤلفات التي تستهدف الأزواج أو المقبلين على الزواج وتقدِّم لهم نصائح خالصة بشتى الطرق والأساليب، ولعلَّ البعض ها هنا يتساءل ما الجدوى وراء كل هذه المعرفة؟ وإن كان لا بد من تحصيلها حقًّا؛ فكيف كان يحيا أجدادنا بسعادة، بل ربما أسعد من الأجيال الحالية؟ الجواب يكمن في أن طبيعة الأجيال الحالية تختلف جذريًّا عن الأجيال السابقة، أجدادنا كانوا أكثر تقديرًا للميثاق الغليظ بين الرجل والمرأة، وأكثر تقديسًا لمعنى البيت، وأكثر حذرًا من لفظة الطلاق.
أما الأجيال الحالية فتعاني انحدارًا في الفطرة وانتكاسًا حادًّا في المبادئ والأخلاق، ففي أثناء فترة الخطوبة يحاول كل طرف البقاء في أحسن صورة قدر المستطاع ولأطول فترة ممكنة، حتى أنه لربما من شدة تستُّره على عيوبه يبدو مكتملاً، وعليه ينصح خبراء الأسرة بإطالة فترة الخطوبة والإكثار من طرح الأسئلة وتحليل الأجوبة لمحاولة كشف ملامح الشخصية، ويجب أيضًا الحرص على صدق النوايا ومطابقة الأفعال بالأقوال منذ اللحظة الأولى في الارتباط، والاجتهاد في السؤال على الشريك مع كل من له تعامل معه.
يتزوج اثنان كلٌّ منهما مبهور بالآخر، وبمرور الأيام تتكشَّف ملامح الشخصية الحقيقية شيئًا فشيئًا، ويبدأ الانبهار في الزوال تدريجيًّا، وعليه فلا بد من وسيلة لتجديد المشاعر بين الزوجين باستمرار، فما المانع أن يُهدي الزوج شريكته وردة من حين إلى آخر، أو يناديها بأحب الألقاب إليها، أو يحدِّثها بمزية اكتشفها مؤخرًا فيها، فإن العديد من الأزواج لم يجربوا حتى أن يشكروا زوجاتهم على صنيعهم معهم، وعلى الجانب الآخر، ما الذي يضر الزوجة لو شاركت زوجها مشاعرها وأفكارها، وأغدقت عليه ألفاظ التشجيع والامتنان وستعود حتمًا بالخير على البيت ومن فيه؟
ما سبق من نصائح لا يُغني عن التأهيل النفسي للمقبلين على الزواج، فبعض الدول أدركت أثر محو الأمية الزوجية على استقرار المجتمع؛ ففي ماليزيا اشترطت الحكومة حضور بعض الدورات التأهيلية للحياة الزوجية من أجل إتمام عقود الزواج، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تُقدِّم علم السلامة الزوجية لإدارة المشكلات الأسرية، وفي بريطانيا توجد فصول دراسية مخصَّصة لتدريس فن الإصغاء الزوجي، ومهما تفوَّقت الدول في المناهج التي تقدِّمها فإنها لن تضاهي الهدي النبوي في التعامل بين الزوجين.
الفكرة من كتاب آفات في بيت الزوجية
من أسمى الرسالات التي قد يحملها إنسان؛ رسالة بناء أسرة مسلمة ناجحة، وهذه الرسالة تقتضي الكثير من الوعي والجهد والتنازل المعقول من أجل تحقيقها وذلك من قِبل الشريكين، وهذا الكتاب بمثابة الناصح الأمين الذي يوجِّه الزوجين إلى طريق بناء أسرة ناجحة، حيث يقدِّم فيه الكاتب مجموعة وفيرة من النصائح وخُلاصات التجارب وفنون التعامل بين الزوجين، تهدف إلى إثراء وعي القارئ وتعزيز رغبته في نجاح الحياة الزوجية وسعادتها.
مؤلف كتاب آفات في بيت الزوجية
حاتم إبراهيم سلامة: كاتب صحفي، تخرج في كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر الشريف عام 1978، له العديد من المقالات الإلكترونية والكتب المنشورة، ومنها: “كوني أمًّا عظيمة”، و”صامدون في وجه الإحباط”، و”للحقيقة وجوه كثيرة”، وغيرها من المؤلفات.