مكانة عائشة ومشاركتها في السياسة العامة
مكانة عائشة ومشاركتها في السياسة العامة
كانت (رضي الله عنها) أحب النساء إلى رسول الله ﷺ، فعن عمرو بن العاص أنه أتى النبي فقال: أيُّ الناس أحبُّ إليك يا رسول الله؟ قال: عائشة. قال من الرجال؟ قال: أبوها، قال:ثم من؟ قال: عمر.
وما من دولة إلا وتتخذ لها أصولًا مرعية في سياسة أقطابها وتوافق ما لهم من الشأن في الدولة، ولم تغفل الدولة الإسلامية عن هذا بعد وفاة النبي، وفي عهدي أبي بكر وعمر كانت مكانة السيدة عائشة في المكان الذي يستفاد فيه من علمها، فكانت مهمتها آنذاك في تقرير السنة النبوية وتبويب الدستور الإسلامي كما يؤخذ من أحاديث الرسول ومأثور عاداته وعباداته، وكان هذا العمل الذي تقوم به مهمة كبيرة قامت بها على أحسن الوجوه لها وللدولة الإسلامية ورعاياها، وكان هذا واجبًا لها وجوب الحق ووجوب المصلحة ووجوب السياسة.
ولكن بعد موت أبي بكر وعمر وولاية عثمان عدل عن هذا الأمر الذي كان عليه الخلفاء قبله وخالفه، وفي فترة خلافته كثرت الشكوى من بعض أفعال حاشيته، واستنكرت عليهم السيدة عائشة التوسع في اقتناء الدور والحطام والتزيد في الثراء، وكثرت الشكاوى إليها من المسلمين بسبب مخالفات بعض الولاة الذين عينهم عثمان (رضي الله عنه) فكانت هي الوسيط بين الشعب والخليفة لما لها من مكانة كبيرة لا ينكرها أحد، كما كانت هي الحامية لمن يجهرون بالشكوى من الخليفة وأتباعه ويخافون العقاب، وشاركت في العديد من أمور السياسة العامة وقتها تارة بسبب الاضطرار ورفضها سياسة عثمان وتارة بالاختيار في المشاركة.
الفكرة من كتاب الصديقة بنت الصديق
يتناول هذا الكتاب سيرة سيدة من سيدات بيت النبوة وهي أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها)، يستهله المؤلف بمقدمة عن صورة المرأة في العصر الجاهلي ووضعها في ذلك الوقت، ثم ينتقل إلى حياة أم المؤمنين عن قرب وملامح شخصيتها وأبرز محطات حياتها منذ الصغر ونشأتها في بيت أبي بكر الصديق، حتى زواجها من النبي ﷺ، يستعرض فيه عدة مواقف وأحداثًا متفرقة من حياتها قبل وبعد الزواج، وأحوالها كزوجة لخير الخلق أجمعين ومواقفها معه، وكيف كانت أحب النساء إليه ودورها في حفظ وخدمة سنة الرسول الكريم بعد وفاته، ويختتمه بالحديث عن حقوق المرأة بين المساواة والإنصاف، نجد في سيرتها قدوة حسنة تقتدي بها كل امرأة ومثلًا من أمثلة الأنوثة الخالدة على مر العصور.
مؤلف كتاب الصديقة بنت الصديق
عباس محمود العقاد: كاتب ومفكر ومؤرخ مصري، ولد بأسوان عام 1889، لُقِّب بالعقاد نسبة إلى جده الذي كان يعمل بأحد مصانع الحرير، لم يحصل من الشهادات إلا على التعليم الابتدائي، ولكن ظهر نبوغه في مجالات مختلفة بسبب عكوفه على القراءة والتثقيف الذاتي، فكان يكتب في السياسة والفلسفة والأدب والنقد والشعر وتراجم الأعلام ومشاهير الفكر.
وقد نال عضوية مجمع اللغة العربية، وكان عُضْوًا مُراسِلًا للمجمع ببغداد ودمشق، كما منحته جامعة القاهرة الدكتوراه الفخرية، ولكنه رفضها مثل جائزة الدولة التقديرية، وأسَّس مع المازني وعبد الرحمن شكري مدرسة “الديوان”، وله الكثير من المؤلفات جاوزت المائة، أشهرها سيرته الذاتية “أنا” وسلسلة “العبقريات” و”التفكير فريضة إسلامية” وغيرها، وله رواية واحدة فقط هي “سارة”.