مكانة المرأة
مكانة المرأة
لقد انتقد الإسلام كلَّ من يقسو على النساء وزجر كلَّ من سعى لوأدهنَّ وتعنيفهنَّ، وهذا نبينا وحبيبنا محمد (صلَّى الله عليه وسلَّم) كان شريكًا لزوجاته في إدارة البيت يخصف نعله ويقوم في شأن أهله ويمازح زوجاته ويلاطفهن ويقدِّر مشاعرهن، فلماذا يُصرُّ بعض العرب على أن يكونوا نابذين للمرأة كالناس في الجاهلية؟ بل ويلبسون أفعالهم الغريبة هذه حُلَّة الدين!
وعلى الجانب الآخر نجد أن كثيرًا من العلماء والأئمة المسلمين قد اهتموا بشؤون المرأة ونصروا حقوقها، فليس لأي شخص أن يجبرها على شيء، حتى في أمر الزواج، تكون لها حرية الاختيار في رفض من لا ترضى به، كما أن من حقها التصرُّف في مالها الخاص، والرجل مأمور مثلها بُحسن العشرة وقوامة الأخلاق.
فالمرأة ليست هامشًا في المجتمع، بل هي جزء منه، إنها أم للرجال، وقد كان لها موقف مشرف مع المسلم العربي في الفتوحات والانتصارات العظيمة، وهي الآن قد دخلت في جميع مجالات التنمية بكل أشكالها، وقد عاشت نقلة كبيرة وأثبتت وجودها بالإبداع والنجاح.
ولا شك أننا ما زلنا نعاني أزمة في التعامل السليم مع المرأة، ويحاول البعض إخفاء محارمه ومحو أسمائهنَّ من على الألسن، وهذا ما لم نصل إلى تفسيره حتى الآن!
ثم لماذا أصبحت بعض الفتيات الآن يتجرَّدن من أنوثتهن متشبِّهات بالرجال؟ إن الأصل في المرأة أن تعتز بأنوثتها وتفخر بكونها امرأة، مع أن تشبُّهها بغيرها من الرجال لا يجعلها سوى منفِّرة للنفوس ومدمِّرة للبيئة وللفطرة السوية للإنسان، لذلك اعتزِّي بما أنتِ عليه، فليس هناك أجمل من أن تكوني أنثى جميلة مثقفة وراقية.
الفكرة من كتاب الدنيا… امرأة!
على الرغم من أن الإسلام كرَّم المرأة وحفظ لها حقوقها، فما زال البعض يُعامل المرأة على أنها كائن لا يحق له التحرُّك والظهور برأيه وكيانه، بل ويعتبرون قضيتها موضعًا للنزاعات والحروب، وكأنها سلعة فكرية! بينما المرأة هي الأم والأخت والابنة والقريبة والجارة؛ إنها مصدر العطاء والحنان، وقد علمنا بتحريم الإسلام لوأدها الجسدي، فهل جئنا الآن بالوأد المعنوي لنقهرها؟
مؤلف كتاب الدنيا… امرأة!
تركي الدخيل: دبلوماسي، يعمل في مجال الإعلام والصحافة، ويشغل منصب سفير المملكة العربية السعودية لدى الإمارات العربية المتحدة، صدر تعيينه بأمر ملكي في 10 فبراير 2019، وقد تلقَّى تعليمه الجامعي في جامعة الإمام محمد بن سعود، من أبرز مؤلفاته: “كيف تربح المال بأقل مجهود”، “سعوديون في أميركا”، “ذكريات سمين سابق”.