مكامن الإبداع
مكامن الإبداع
يُقصد بالإبداع تلك القدرة على توظيف الدماغ لتغيير وتجديد نواحي الحياة المختلفة واستحداث استعمالات جديدة للأشياء التي أدركناها بحواسنا، والإبداع الحقيقي لا يحدُّه عمر ولا يحتاج إلى مستوى عالٍ من الذكاء أو تحصيل النتائج الدراسية الجيدة، بل قد تكبح محصلات الذكاء العالية مكامن الإبداع الداخلية في الفرد بفعل النقد الذاتي الصارم أو بفعل سرعة تعلم المعايير الثقافية والتقيُّد بها، والمفكر المبدع الذي يعيش في بيئة تفتقر إلى الخيال الواسع الأفق يواجه كثيرًا من المصاعب التي تضعها تلك البيئة في طريقه، وتزداد احتمالية الإصابة بالأمراض العقلية في أي مجال من مجالات الإبداع، يقول الدكتور جون كارلسون عالم النفس في مستشفى نابا بولاية كاليفورنيا إن العملية المسؤولة عن تولُّد الاندفاع الإبداعي في المبدع هي نفسها التي تُحدِث الإدراكات المشوَّشة وأشكال السلوك غير الطبيعية التي تظهر لدى مرضى الانفصام.
ويؤكد علماء الأعصاب المختصون بالأمراض النفسية العصبية أن مشاهير الكتاب والفنانين استطاعوا أن يبدعوا رغم الكيمياء غير العادية التي احتوتها أدمغتهم، فالأمراض النفسية والعصبية تعوق عملية الإبداع ولا تعزِّزها، ويشير الطبيب النفسي فريدريك فلاش من نيويورك إلى أن الإبداع يأتي في الغالب بعد فترة من الاكتئاب النفسي إذ يرتبط الاكتئاب بطبيعته بنهاية حدث ما، وبما أن كل نهاية تنطوي على نقطة انطلاق لبداية جديدة، فإن الاكتئاب يقود إلى بداية جديدة، ويستطيع المرء الوصول إلى الإبداع عن طريق معرفة ما يعوق قدرته على الإبداع، فالحديث مع صديق أو طبيب نفسي عن الذات والخبرات الماضية يمكن أن يفجِّر ينابيع الإبداع الكامنة عن طريق الكشف عن حقائق أو علاقات جديدة بين المعلومات والخبرات القديمة والجديدة، والتخلُّص من المعوقات التي وضعها الناس والتي فرضتها الظروف، عن طريق الاستفادة من القدرة الفطرية على الإبداع ووضع الخطط والمشاريع الجديدة في شؤون الحياة المختلفة وإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات والتأقلم مع التغيرات والظروف الطارئة.
ويمكن للمرء زيادة قدرته على الإبداع عن طريق القراءة كثيرًا عن المجال الذي يريد أن يبدع فيه والابتعاد عن الحلول السريعة، والاتجاه إلى التفكير الواعي بتوليد أفكار جديدة واختبار تلك الأفكار، ومن الصعب أن يبدع المرء وهو يشعر بالخوف وعدم الاطمئنان، لذا لا بدَّ من توفير جو آمن، فالقلق يعوق تدفُّق الإبداع، ويجب البعد عن مصاحبة الأشخاص الذين يوجِّهون الانتقادات المستمرة، ولا بدَّ أيضًا من وقفة مع الذات والاستماع إليها، والمحافظة على قدر ما من التنظيم وتدوين الملاحظات باستمرار وتسجيل الإحباطات التي يواجهها المرء في سيره، والتعبير عن الأفكار خطيًّا أو شفويًّا، فكل هذا من أجل تهيئة البيئة الخصبة للإبداع.
الفكرة من كتاب بناء القدرات الدماغية
يعدُّ الدماغ ميدانًا رائعًا للبحث العلمي وعالمًا غامضًا على الدوام، فرغم الاكتشافات التي يتم التوصُّل إليها بين حين وآخر، فسوف يظل هناك الكثير من الأسرار التي تحيط به ولا بدَّ من إماطة اللثام عنها بإجراء الدراسات والبحوث..
يتناول هذا الكتاب آلية الذاكرة وكيفية عمل الدماغ وكيفية معالجة المعلومات وما العلاقة بين أعضاء الحس والدماغ وكيفية تطوير قدرات الحفظ والتذكر والتخفيف من آثار الإجهاد على الدماغ، ويعدُّ ميدان هذا العلم من أسرع الميادين العلمية نموًّا وتطورًا؛ إذ تتمخَّض جهود الباحثين فيه عن كميات هائلة من المعلومات الجديدة.
مؤلفة كتاب بناء القدرات الدماغية
آرثر وينتر Arthur Winter: جراح أعصاب، ومدير معهد نيو جيرسي للأعصاب في ليفينغستون، وواحد من أوَّل ستة متخصصين في جراحة الأعصاب بأمريكا، مارس الطب لما يقرب من 54 عامًا وكان أيضًا رائدًا في مجال ارتفاع حرارة الميكروويف واستخدام تحفيز العصب عبر الجلد (TNS) لعلاج الألم.
كرس حياته لعائلته ومرضاه وكان مبتكرًا في مجال جراحة الأعصاب، رحل “وينتر” عن عالمنا في الـ 11 من مايو / أيار عام 2011 عن عمر يناهز الـ 88 عامًا، تاركًا وراءه رحلة عطاء في خدمة البشرية.
روث وينتر Ruth Winter: صحفية وكاتبة علمية أمريكية، حصلت على درجة البكالوريوس من كلية أوبسالا، ونالت درجة الماجستير في العلوم من جامعة بيس، عملت صحفية ومحرر علوم، ومؤلفة ما يقرب من 40 كتابًا عن الصحة والطب، وهي زوجة الدكتور آرثر وينتر.
ألف الدكتور آرثر وينتر وزوجته روث معًا العديد من الكتب منها:
Brain Workout
Build Your Brain Power
Smart Food: Diet and Nutrition for Maximum Brain Power
Consumer’s Guide to Free Medical Information by Phone and by Mail