مقوِّمات الأسرة الصحيحة نفسيًّا
مقوِّمات الأسرة الصحيحة نفسيًّا
أن تكون الأسرة صحيحة نفسيًّا، يعني أن تكون قادرة على الإشباع المتوازن والموافق لحاجاتها الذاتية، كأن يكون كل فرد فيها صحيحًا نفسيًّا، وأن يكون المناخ العام السائد في الأسرة خاليًا من الاضطرابات النفسية، ويتم تقسيم الصحة النفسية الأسرية لتصنيفات عدة، منها: الصحة النفسية البنيوية، التي تتمثَّل في صحة بناء الأسرة عن طريق منظومة ثابتة ومتكاملة من القواعد والعلاقات والروابط التي تنظم الحياة الأسرية فتحافظ على بناء الأسرة قائمًا، والصحة النفسية الوظيفية، وتتمثل في قيام كل فرد في الأسرة بأداء وظيفته المنوطة به على أكمل وجه وبفاعلية، وأن يكون قادرًا مع باقي أعضاء الأسرة على مواجهة الأزمات والعمل على حلها للحفاظ على الاتزان الأسري، وكذلك الصحة النفسية الانتمائية، المتمثِّلة في تعزيز انتماء كل فرد إلى الأسرة وحفاظه على القيم المشتركة المتفق عليها داخل إطار الأسرة، والتي تكون بمثابة ميثاق شرف للأسرة.
ولا بدَّ من الحفاظ على الصحة النفسية للأسرة في أطوارها المختلفة، ففي طور تكوين الشراكة الزوجية، أهم شيء للحفاظ على الصحة النفسية للعلاقة هو تبادل الأفكار والبحث عن مساحة مشتركة فيما يتعلق بالقيم والأهداف والأفكار ووجهات النظر، وفهم احتياجات الطرف الآخر العاطفية والنفسية والعمل على إشباعها، وفي طور الوالدية الجديدة عندما يأتي الأبناء، فمن المهم اكتساب مهارات الوالدية اللازمة والعدل في توزيع الحب والرعاية والمعاملة بين أبنائهم، فهناك أربعة أنماط يتبع أحدها الآباء: الحزم أو التسلط أو التراخي أو الإهمال، أما الأول فصحي جدًّا، فالحزم يأتي مع تفاهم وأخذ مشاعر الأبناء وتفكيرهم بعين الاعتبار، والتسلُّط يتم فيه إخضاع الطفل دون مناقشته وإلغاء شخصيته، والتراخي فيه خضوع وتسيُّب من الوالدين تجاه الابن، والإهمال فيه تجاهل ونبذ عاطفي للأبناء.
الفكرة من كتاب الأسرة وصحتها النفسية
كل بناء كبير يتكوَّن من وحدات صغيرة تجتمع بعضها مع بعض لتكوِّن البناء، وأي خلل أو نقص في مكون من مكونات البناء يعرِّضه بالكامل لخطر الانهيار، هذه القاعدة تجري مجراها على كل شيء في حياتنا، لا سيما المجتمعات، والمجتمع يتكوَّن من وحدات صغيرة تسمى الأسر، إذ إن لكل أسرة دورًا فعالًا في بناء مجتمعها، فهي تتأثَّر به وتؤثر فيه بصفة متبادلة في آن واحد، لذا فمن الأهمية بمكان أن ندرس تلك الأسر ومقوماتها وصحتها النفسية وكيف نحافظ عليها لكي نحافظ على المجتمع متماسكًا.
مؤلف كتاب الأسرة وصحتها النفسية
مصطفى حجازي: أكاديمي ومفكر لبناني، حاصل على دكتوراه الدولة في علم النفس من جامعة ليون في فرنسا.
له العديد من الكتب والمؤلفات منها:
الفحص النفسي.
علم النفس والعولمة.
حصار الثقافة، الإنسان المهدور.