مقدمة فلسفية
مقدمة فلسفية
قديمًا كان علم النفس والفلسفة يمتزجان بلا حدود فاصلة واضحة، فكان فلاسفة الإغريق يدرسون العقل أو النفس معًا، وكانت المعارف عندهم تنقسم إلى مذهب غائي وآخر شكلي؛ المذهب الأول يحكم على الأشياء من الغاية التي تنتهي إليها، إما بتحقيق لذة جسدية ونفسية وإما بنمو العقل وازدياد معارفه، والمذهب الثاني لا يهتم بما تبلغه الأشياء، فحكمه مجرد على الفعل بذاته، وتبعًا للمذهب الغائي فإن أرسطو رأى أن غاية الإنسان تتحقَّق في ممارسته لسلوك اختصَّ به وتميَّز عن الكائنات الأخرى، ألا وهي التفكير الذي يمارسه بالعقل، فبقدر تحقيقه لذلك تزداد قيمته وخيره.
ثم تطوَّر هذا المذهب ونشأت نظرية الكمال الحالية التي ترى أن تحقُّق الذات الفردية بقدر إشباع احتياجاتها وغرائزها العقلية والنفسية والجسدية، وهنا تصطدم الغرائز بقيود المجتمع ومصالح الأفراد الآخرين، ويحاول الفرد إيجاد التوازن بين جميع الأطراف، والقيام بواجباته.
تنقسم الواجبات الإنسانية إلى قسمين: القسم الأول هو الواجبات الفردية التي يؤديها الإنسان دون أن يُحدِث ضررًا، مثل حفظ حياته وصحته والاعتدال في إرضاء ملذَّاته دون إسراف فيها، والقسم الثاني هو الواجبات الاجتماعية، وهي ما يؤديه الفرد بالإضافة إلى الواجبات الفردية باعتباره داخل مجتمع، مثل العمل وممارسة الفكر وحرية الاختيار ومراعاة الآخرين.
يعدُّ مفهوم التوازن والتوسُّط جوهريًّا لعيش حياة إنسانية صحية مع عدم إهمال الحياة العقلية والروحية التي تتمثَّل في إنماء الفكر والوصول إلى الحقائق الكبرى، ودراسة العلوم والاطلاع على المعارف، وتذوُّق التجارب الجمالية والفنون المختلفة كالأدب والشعر، إضافةً إلى إرضاء النزعة الدينية في ممارسته للعبادة.
الفكرة من كتاب علم نفس الشخصية
يعدُّ علم النفس الفردي كمرآة نتمكَّن من أن نرى فيها بوضوح انعكاس شخصياتنا وسلوكنا فيعرفنا أكثر عن كليهما، ويفسر العديد من العمليات التي عجزنا عن فهمها من أول مرة، ويجيب على العديد من الأسئلة التي تزيد من قدرتنا على تحسين حياتنا، مثل: ما دوافعنا في الحياة وأنواعها؟ ما الفرق بين السلوك الفطري والمكتسب؟ وما الغرائز؟ وإلى أي مدى يمكن أن يصل الانحراف إذا أخطأنا التعامل معها؟ كيف ندرك الأشياء من حولنا ونمارس العمليات العقلية المختلفة مثل التخيل والتفكير والتذكر؟ وما مراتب العواطف والانفعالات؟
مؤلف كتاب علم نفس الشخصية
كامل محمد محمد عويضة: كاتب مصري الجنسية، له عدة مؤلفات متنوِّعة بين علم النفس وعلوم الشريعة، من أشهر كتبه: “سيكولوجية العقل البشري”، و”سيكولوجية التربية”.