مقدمة بيولوجية
مقدمة بيولوجية
كثيرًا ما نسمع عن وجود ساعة تختلف عن باقي الساعات المعروفة، ساعة تقبع هناك بعيدًا لا نراها في أجسامنا، ألا وهي الساعة البيولوجية التي يرتبط ذكرها كثيرًا بالنوم، إذ تنظم ساعة اليقظة والنعاس في جسمك، فلو كنت من النوع الصباحي الذي يشعر بالنشاط والإنجاز في ساعات الصباح الباكرة، فستطلق ساعتك إشارات كيميائية تشعرك باليقظة في النهار وبالنعاس في الليل، وإن كنت كائنًا ليليًّا تزداد إنتاجيته ويشعر بصفاء الذهن ليلًا فسيحصل العكس، ومن ثم فمعرفتك لنوع ساعتك البيولوجية عامل مؤثر في فهم نظام النوم لديك، ومخالفتها عامل مؤثر في زيادة صعوبات ومشكلات النوم كذلك، مع مراعاة اختلاف الساعات البيولوجية بين الأشخاص، حتى الأزواج، ومحاولة التعامل مع هذا الاختلاف بحكمة تجنبًا للمشكلات.
تأتي أهمية الساعة البيولوجية عندما تحترم مواعيد نومك واستيقاظك، ويصبح الأمر أكثر سهولة لأولئك المرتبطين بأعمالٍ ذات وقت محدد في الصباح الباكر، كأن يتعين على أحدهم أن يستيقظ في تمام السادسة للعمل، وحفاظك على هذا الروتين اليومي سيضبط مواعيد نومك ليلًا وستتحدد ساعتك الليلية تلقائيًّا. ما يحدث أننا قد نفعل أمورًا بالليل تعوق فرصة الدخول في النوم وتقللها، فتتأثر جودة النوم، منها: أمور نفعلها بدافع الدخول في النوم العميق إلا أنها تؤثر سلبًا من حيث لا نشعر، فمثلًا البقاء في الفراش قبل النوم لمشاهدة التلفاز أو تناول الشوكولاتة أو الكحول، أو بعض الأدوية كأدوية البرد والحساسية، وحتى ممارسة الرياضة قبل النوم، بساعتين على الأقل، كل ذلك يؤخر من الدخول في النوم العميق باستثناء بعض تمارين الاسترخاء، ودرجة حرارة الغرفة أيضًا يمكن أن تؤثر في النوم، كذلك تصفح الإنترنت وإعداد قائمة مهام الأسبوع أو اليوم التالي، كل تلك العوامل من شأنها أن تجعل من الفراش مكانًا للاستيقاظ لا للراحة.
وبعد أن تعرضنا لفهم الساعة البيولوجية وبعض معوقات النوم، سنطرح هنا بعض الوسائل المساعِدة للحصول على نوم عميق، أولها بالطبع تقليل الوقت الذي نقضيه في الفراش ولو كان من باب تعويض النوم الفائت من الليلة السابقة، لأنه سيؤدي إلى استيقاظ متأخر ومن ثم نوم متأخر وهكذا ستبقى في تلك الحلقة المضطربة، بينما الوسيلة الثانية تكمن في التقليل أو الامتناع عن تناول الكافيين وبخاصة قبل ست ساعات من النوم، كذلك زيادة النشاط خلال النهار وبخاصة النشاط البدني وغيرها من الوسائل المساعدة.
الفكرة من كتاب تصبح على خير يا عقلي.. تخلص من أفكارك المزعجة وانعم بنوم هانئ
يعد النوم حاجة إنسانية ضرورية للقيام بمصالح الحياة، وكثيرًا ما يضطرب الناس لاضطرابات النوم وربما تتوقف حياتهم، تلك الاضطرابات قد يكون الإنسان نفسه هو السبب فيها، وقد تكون لعوامل صحية أو نفسية أو مهنية، أو حتى بسبب التقدم في العمر! وإدراك هذا يقطع نصف الطريق نحو حل تلك المشكلات التي في بعض الأحيان لا تحتاج سوى إلى تصحيح فكرة أو تعديل سلوك، وهذا ما سنحاول تقديمه خلال الفقرات الآتية.
مؤلف كتاب تصبح على خير يا عقلي.. تخلص من أفكارك المزعجة وانعم بنوم هانئ
كولي إي. كارني: تعمل أستاذة مساعدة ومديرة في معمل أمراض النوم والاكتئاب التابع لجامعة ريسون في مدينة تورنتو بكندا، ومن مؤلفاتها:
Insomnia and Anxiety.
Goodnight Mind for Teens: Skills to Help You Quiet Noisy Thoughts and Get the Sleep You Need.
راشيل مانبير: تعمل أستاذة في جامعة ستانفورد، ومديرة لبرنامج علاج الأرق واضطراب النوم السلوكي في مركز ستانفورد لطب وبحوث النوم ومن مؤلفاتها:
Treatment Plans and Interventions for Insomnia.
Cognitive Behavior Therapy for Insomnia in Those with Depression: A Guide for Clinicians.