مقدار ما يفترض التبرع به
مقدار ما يفترض التبرع به
إن التبرعات من جانب كل فرد لديه ما يكفي كي يعيش حياة كريمة، ترفع معظم الفقراء فوق مستوى خط الفقر، وتحسن على المدى البعيد الاقتصاد المحلي والعالمي، سواء تبرع عدد ضئيل من الأغنياء بالكثير، أم تبرع عدد كبير من متوسطي الدخل بالقليل، وعلى ميسوري الحال إدخال تعديلات على إنفاقهم للمال، وتقليل النفقات غير الضرورية ليتمكنوا من مساعدة الفقراء، ومن لا يملك المال يمكنه أن يُحْسن إلى الآخرين من خلال التبرع بوقته وذكائه لتحقيق فرق ما.
وعلى أصحاب المهارات الاستثمارية التبرع للمحتاجين بأموال يمكن تعويضها، وخصوصًا إذا كان المبلغ كبيرًا جدًّا حتى لا يتعرض المتبرع للإفلاس، واستثمار الأموال في التعليم من خلال دفع مبلغ كبير في جامعة مرموقة، باعتبار أن خريجها سيحصل على تعليم يمده بالمهارات اللازمة لسوق العمل، ومن ثم تتوافر له فرص عمل برواتب جيدة يتبرع بجزء منها للفقراء، وقد ينشر فكرة التبرع بين زملائه الذين يعيشون في المجتمع نفسه، أما إذا كانت التبرعات ضئيلة وليس لدى أصحابها مهارات استثمارية، فيفضل التبرع بها بشكل عاجل.
وينبغي معرفة مبلغ الإعانة المطلوب لضمان أن يعيش الفقراء حياة لائقة، عن طريق معرفة عدد من يعيشون تحت خط الفقر، وحساب المبلغ الذي يحتاجون إليه للوصول بهم إلى ما فوقه، ويرى بعض الفلاسفة أنه ينبغي التبرع إلى الحد الذي إذا أعطى المرء أكثر منه، فإنه سيضحي بشيء مهم بالنسبة إليه، كتقصيره في تلبية احتياجات أطفاله، أو بيع سيارته الجديدة، وعليه جعل حياته أكثر من مجرد زواج وإنجاب واستهلاك منتجات وإنتاج قمامة.
وعلى الأثرياء التبرع بنسبة أكبر مما يتبرع به متوسطو الدخل، وعلى من يتحلى بأخلاق أن يحب للآخرين ما يحب لنفسه، ويسرع إلى مساعدتهم بدلًا من التركيز على المبلغ المفروض دفعه، أو على عدد الممكن مساعدتهم، إذ إن جميع الأديان تحث على مساعدة الفقراء، فالإسلام يوصي بالزكاة والصدقة التي تشمل المال والعمل معًا، كحفر بئر ماء، أو المشاركة في بناء مسجد.
الفكرة من كتاب الحياة التي يمكنك إنقاذها: كيف تقوم بدورك في القضاء على الفقر العالمي
حول العالم يعيش مليارات البشر تحت خط الفقر، ويكافحون من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية كالصحة والتعليم والمأكل والمشرب وخلافه، وعلى الرغم من آلاف الجهود المحلية والدولية لإنقاذهم، فإنهم ما زالوا معرضين لخطر العيش في فقر مدقع حيث الجهل والبطالة والتفكك الأسري، والعصر الحالي مشكوك في جدارته الأخلاقية، إذ سيطر المال على كل شيء
ووُجه ناحية الاستعراض والفنون دون الاهتمام بحياة ملايين الفقراء، ويتناول الكتاب طرائق مواجهة الفقر وتحقيق تنمية مستدامة، ويوضح الجهود الممكن بذلها لتخفيف عبْء الديون التي تثقل كاهل الدول الفقيرة والنامية، ويشجع البشر على أن يكونوا كائنات آدمية أكثر خيرية، ويشاركوا في صنع عالم أفضل.
مؤلف كتاب الحياة التي يمكنك إنقاذها: كيف تقوم بدورك في القضاء على الفقر العالمي
بيتر سينجر: ولد في أستراليا عام 1946م، ودرس في جامعتي ملبورن وأكسفورد، وعمل أستاذًا للأخلاق البيولوجية في جامعة برنستون، وله عديد من المؤلفات من أشهرها:
Animal Liberation
Practical Ethics
Pushing time away
معلومات عن المترجم:
د. سعيد توفيق: ولد في القاهرة عام 1957م، وعمل أستاذًا لعلم الجمال والفلسفة المعاصرة بكلية الآداب جامعة القاهرة، والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس تحرير سلسلة الفلسفة الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وترجم عديدًا من الكتب، منها:
السعادة: موجز تاريخي.
شوبنهاور: مقدمة موجزة.
تجلي الجميل.