مقاومة السلبيات
مقاومة السلبيات
إنّ انشغال المرأة عن بيتها وإهمالها له سوف يعود عليها بالضرر والعواقب الوخيمة، فهي ليست مُطالبَة لا بالإهمال ولا بالتضحية المفرطة، بل إن الاتزان مطلوب وضروريّ، كما أن المرأة التي لا تحب تغيير طباعها ودائمًا ما تُردد “هكذا هي نظرتي” أو “هكذا هي شخصيتي”، وتضيِّق نظرتها وتريد أن تمشي بنظام تفكيرها فقط، تسهم في خراب علاقتها بنفسها، لأن السعادة تتطلّب التغيير الإيجابي المستمر وتوسيع الرؤية.
وهناك سبعة أمور يُفضَّل ألّا تفعلها المرأة مع الرجل، وهي: استخدام العلاقة الحميمية ورقةَ مساومةٍ أو وسيلةً للمكافأةِ والعقاب، والنقد المستمر، وعدم الوضوح والصراحة، وتكوين صورة ذهنية سلبية عن الرجال عمومًا بحكم تجارب سابقة، وكذلك المقارنات بين حياتك معه وبين حياة الآخرين .
وتماشيًا مع ما ذُكِرَ، نقول إنه من أسرار السعادة الزوجيّة التقبّل والتغافل، فالتقبّل أن تكون راضيًا بشريك حياتك بما فيه من ميزات وعيوب من دون إكراه ولا مجاملة، والتغافل أن تتجاهل صغائر الأمور والتوافه التي من الممكن أن تضيع مجهودك في خلافات لا طائل منها غير الكدر والفجوات، لذا عظِّم صفات شريكك الحسنة وكن مرنًا في تفهمك وتفكيرك، بل وعامله على أنه أقرب صديق لك، واسأل نفسك قبل أي تصرف: هل سأفعل هذا بمن اختره صديقًا؟
ومن أكثر الأشياء التي ستريحك في علاقتك المشاركة والمساندة وخلق مساحة اهتمامات مشتركة في ما بينكما، وهذا الكلام خصّيصى للرجال الذين يظنون أن أدوارهم منحصرة في السعي خارج المنزل متجاهلين المشاركة في المسؤوليات وإدارة شؤون البيت، فالبعض قد يصل بهم الحال إلى أن يكونوا غرباء في منازلهم، لأنهم لا يشاركون أهل بيوتهم أي شيء، فقط يدفعون المال. ومن الطبيعي أن تتعرّض العلاقة للفتور والملل والتعود، بل وربما سوف يتحوّل كل شيء في العلاقة إلى فعل وظيفي، وهنا جدير بنا حلّ الأمور بدلًا من ترك الفجوة تتسع، فالدعم المعنوي والمساندة المتبَادلة تجعل الطرفين يعبران هذه المطبات، لأنه من البدهي أن توجد عثرات في رحلة الحياة، ولكن كيف نتعامل معها؟ هل بالتخلي والانهزام، أم بالمقاومة والمساندة؟ وهنا ننوّه بأهمية التحاور الإيجابيّ وإخراج مكنونات النفس، وخلق روتين جديد، والذهاب إلى أماكن مختلفة.
الفكرة من كتاب GPS كيف تعيش سعيدًا بعد الزواج
من كوارث هذا العصر محدودية الفكر تجاه الزواج، أو بالأصح التصوّر السطحي والمثالي للحياة الزوجيّة، والنّظر في عيوب الآخر دون محاسبة النّفس على أي شيء يصدر منها، إذ إنّ اللغة السائدة في عصرنا هي لغة اللوم والتأنيب للطرف الآخر، وتجاهل السلبيات الناتجة من قِبل الذات، ولذلِك ينبغي نشر الوعي والثقافة التي تخصّ العلاقات الزوجيّة، ومعرفة حدودها وأنماطها الصحيّة السويّة.
مؤلف كتاب GPS كيف تعيش سعيدًا بعد الزواج
علي موسى: كاتب مصريّ الجنسيّة، خبير في العلاقات وتطوير الذات، وتدور مؤلّفاته حول هذا النوع من الكتب، فقد ألّف كتاب: “تعافيت.. طريقك نحو التحرر من قيود التعلق العاطفي والإساءات النفسية“، وكتاب”الزم حدودك.. روشتة واقعيّة للتعافي من العلاقات المؤذية“.