مقابلة العمل
مقابلة العمل
يُعرِّف الأستاذ عبد الرحمن عيسوي مجال العمل بأن فيه لا بد من اللجوء إلى ما يسمى بالمقابلة الإرشادية، وخصوصًا أن العديد من العمال يعاني كثيرًا من مشكلات العمل، أما المشكلات الشخصية فهي غالبًا ما تكون من أشخاص خارج دائرة الشركة أو المؤسسة، فالعمل هو أساس تقوم عليه البشرية وتُصنع به الحضارات ومصدر أساسي للحياة، والعمل بكامل أنواعه يتطلَّب قدرات وإمكانيات معينة لكي ينجح.
فعندما يكون هناك إعلان للتقدُّم إلى عملٍ ما ويتيح الفرصة لأعداد كبيرة من المتقدمين فهذه ميزة يجب أن تُستغل من القائم بالمقابلة لأنه حينها سيكون لديه اختيارات كثيرة متعدِّدة، لكن عليه أن يُتقن المهارات التالية: الاختيار المهني أي اختيار أفضل المتقدمين، والتوجيه المهني أي توجيه المتقدم بعد التعرف عليه نحو نوع عمل يناسب قدراته وإمكانياته، والتأهيل المهني، ويقوم على أساسين هما: إعادة تمكين الشخص من التكسب من عمله أو إعادة تأهيله للعمل والإنتاج، ثم النقل المهني إذا فشل في السابق يُعاد توجيهه إلى عمل آخر داخل المؤسسة، وأخيرًا أن يكون اختصاصي المقابلة مُتقنًا ومتنوعًا في صور المقابلات، وذلك لأنه لو توافرت فيه كل هذه المهارات ستساعده على تحقيق أهداف المقابلة، وهي: إخبار المتقدمين عن الوظيفة وإقناعهم بها، وإعطاؤهم انطباعًا جيدًا عن الوظيفة، واكتشاف قدرات المتقدمين للوظيفة.
ولكي يحصل اختصاصي المقابلة على مقابلة ناجحة مميزة يجب عليه اتباع الخطوات التالية: تحديد الهدف الخاص بالمقابلة، وتحديد بنية المقابلة، والأسئلة التي سيتم طرحها، وتقييم الفرد بعدة وسائل مثل الأسئلة والملاحظة والاختبارات النفسية وغيرها، والاستماع الجيد، وتسجيل ما تمَّت ملاحظته بشكل فوري، وأخيرًا كتابة تقرير يستوفي ما تمت ملاحظته على المُتقدِّم للعمل من سلوكيات ومعلومات.
كما يجب على اختصاصي المقابلة أن يتعرَّف على الأنماط الفاشلة في العمل كي يتخذ معهم خطوة التأهيل المهني، فهم أشخاص لديهم نقص في الدافعية تجاه العمل، أو أشخاص مُنتجون عن خوف ولا يستجيبون إلا لاحتياجاتهم، أو أشخاص سريعو الغضب، أو أشخاص معتمدون على الغير، أو أشخاص يتسمون بالسذاجة المجتمعية.
الفكرة من كتاب مهارات المقابلة الشخصية الناجحة
الحياة تُحتم علينا التعامل بين أفراد المجتمع بمختلف أنواعهم، لذا أكثر ما يُعبر عن الشخص حديثه، فكلماته تصف ما بداخل عقله، كما أن حديث الإنسان مُحلَّل له بمضمون ظاهري على الأقل حتى ظهر علم لغة الجسد أيضًا، وأبدت أهمية سلوك الفرد وتحركاته، فهي بشكل أو بآخر تعطينا معلومات عامة عن الشخصية التي تتحدث، وظهر أيضًا ما يُسمى بالمقابلة؛ من مقابلة عمل أو مقابلة اجتماعية أو شخصية أو غيرها، وهي عبارة عن علم وفن مُكتسب يحتاج أن يُدرس بأنواعه ومضامينه المختلفة، وفي كتابنا هذا يعرض لنا الكاتب مفهوم المقابلة وأنواعه ومزايا وعيوب المقابلة، وأيضًا كيف تجتاز مقابلتك الشخصية بنجاح.
مؤلف كتاب مهارات المقابلة الشخصية الناجحة
محمد حسن غانم: كاتب، وروائي، وأستاذ في علم النفس، ومعالج نفسي مصري تخرج في جامعة عين شمس في قسم علم النفس بكلية الآداب، ونال درجة الماجستير في علم النفس، ثم حصل على الدكتوراه، كما عمل أستاذًا مشاركًا بقسم علم النفس بكلية آداب جامعة حلوان، إلى جانب عمله مدربًا في مجال مكافحة الإدمان، وهو عضو بصندوق مكافحة الإدمان التابع لمجلس الوزراء المصري.
له عدة مؤلفات منها: “حياتك بلا خوف”، و”العلاج النفسي”، و”التأثيرات النفسية لوسائل الإعلام”، و”علم النفس التجريبي”، و”كيف تواجه الضغوط النفسية”.