مفهوم المشاعر
مفهوم المشاعر
إن كلمة (مشاعر) ليست مقتصرة على حالة الحب فقط، بل هي الانفعالات التي تمر بالمرء من حب وخوف وغضب وغير ذلك، وتَفهُّم مشاعر الآخر يدلُّ على أهميته بالنسبة لنا، فالإحساس بالغير يدل على صدق الشعور وعمق المحبة، لذا من الضروري أن يكون بين الآباء والأبناء تفهم للمشاعر على اختلافها لأن تفهم مشاعر الأبناء يؤدي إلى كسبهم.
ولا بد للإنسان أن يعيش بداخل شعوره لا خارجه، فمن الخطأ أن يقول إنه يشعر بشيء بينما هو يعيش بداخله شعور آخر، ولا بد للآباء أن يعاملوا الأبناء حسب ما يشعرون، لأن هذا سيسهل عليهم عملية توجيههم نحو الأفضل والأصلح، فحتى المشاعر المضطربة يجب أن يعبِّر عنها الابن ويغوص مع والديه لفهم أعماقها ومسبِّباتها.
وللأسف قد تربَّى الأكثرية على البقاء خارج مشاعرهم الحقيقية، فعندما يبكي الابن يقال له إن الرجل القوي لا يبكي وعندما يشعر بالألم يُطلَب منه أن يتحلَّى بالشجاعة، وعندما يخاف يتم استنكار خوفه، وقد أصبح الكثير يُظهِر السعادة وهو غير سعيد، فهذا الرفض الدائم لمشاعر الأبناء يشوِّه مشاعرهم ويعُلِّمهم أن يكتموها، وأن يراكموا بداخلهم المشاعر السيئة التي يُثقلون بها فيصبحوا مشوَّشين تمامًا، بينما لو اعترفوا بمشاعرهم وفهموها وعاشوها سيعيشون بهدوء وطمأنينة، والناس بصفة عامة في جميع الأعمار عندما يشعرون بالضيق لا يحتاجون موافقة الآخرين أو مخالفتهم، إنما يحتاجون إلى الاعتراف بما يعانونه.
الفكرة من كتاب التربية العاطفية للأبناء
من المهم جدًّا الاهتمام بتربية الأبناء في جميع مراحلهم العمرية، ومن الجيد أن يستعين الوالدان بما ينمِّي عندهم المهارات التربوية، وأن يسعى كل والد ووالدة إلى التطلُّع على الخبرات السابقة والقراءة في هذا المجال حتى يتسنَّى لهم أن يستخدموا مناهج التربية السليمة مع أبنائهم.
مؤلف كتاب التربية العاطفية للأبناء
الدكتور سالم العجمي: كويتي الجنسية عضو هيئة التدريس بجامعة الكويت، حاصل على شهادة الدكتوراه في الفقه المقارن من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 2012م، وهو مستشار أُسري في محكمة الأسرة بوزارة العدل، وله برامج دائمة في القنوات الفضائية.
أبرز مؤلفاته: “كلمات من واقع الحياة”، و”وليسعك بيتك”، و”نزهة الخاطر”، و”ضحية معاكسة”.