مفهوم التطهير العرقي
مفهوم التطهير العرقي
يُعرِّف الكاتب التطهير العرقي على أنه سياسة خاصة لمجموعة من الأشخاص، هدفها إزالة منهجية لمجموعة أخرى عن أرض معينة، على أساس ديني أو عرقي أو قومي، وهي سياسة تتضمَّن العنف، وتكون مرتبطة بالعمليات العسكرية ويتم تنفيذها بشتى الوسائل الممكنة، والتي غالبًا ما تنطوي على انتهاكات خارقة لحقوق الإنسان واتفاقيات جنيف 1949، أما موسوعة “هاتشينسون” فتعرِّفه بأنه طرد بالقوة لإيجاد تجانس عرقي في إقليم أو أرض يقطن فيها سكان من أعراق مختلفة، ويهدف الطرد إلى ترحيل أكبر عدد ممكن بكل الوسائل المتاحة لمرتكبي الترحيل، كما يلقى هذا التعريف قبول وزارة الخارجية الأمريكية، وبالنظر إلى الأمم المتحدة نجدها تستخدم تعريفات مشابهة، إذ نُوقش المفهوم بصورة جدية عام 1993، ويبدو تعريف موسوعة “هاتشينسون” منسجمًا مع المحاولات العلمية المختصة للإحاطة بمفهوم التطهير العرقي، إذ بات الرأي المتفق عليه أن جريمة التطهير العرقي هي جهد يرمي إلى تحويل بلد مختلط عرقيًّا، إلى بلد متجانس، بطرد جماعة من الناس وتحويلهم إلى لاجئين، عن طريق خطة ممنهجة ترافقها مجازر بهدف تسريع هروب السكان، ثم يتم محوهم من تاريخ البلد الرسمي والشعبي، واستئصالهم من الذاكرة الجماعية، تمامًا هذا ما حدث في فلسطين عام 1948، ابتداءً بمرحلة التخطيط حتى انتهاء عمليات التنفيذ، كانت جريمة تطهير عرقي في منتهى الوضوح حسب كل التعريفات.
الفكرة من كتاب التطهير العرقي في فلسطين
بعد الهولوكوست، بات من المستحيل إخفاء جرائم شنيعة ضد الإنسانية، والآن في عالمنا المعاصر، ومع تكاثر وسائل الإعلام الإلكترونية وانتشارها، لم يعد في الإمكان إنكار كوارث من صنع البشر، أو إخفاؤها عن أعين الرأي العام، ورغم هذا فإن جريمة التطهير العرقي في فلسطين جرى محوها كليًّا من ذاكرة العالم، وحدث مصيري كهذا، وهو الأكثر أهمية في تاريخ فلسطين الحديث، أُنكر بصورة منهجية منذ وقوعه، وإلى الآن لم يُعترف به كحقيقة تاريخية، أو حتى جريمة يجب مواجهتها سياسيًّا وأخلاقيًّا.
مؤلف كتاب التطهير العرقي في فلسطين
إيلان بابيه: أستاذ بكلية العلوم الاجتماعية والدراسات الدولية بجامعة إكستر بالمملكة المتحدة، ومدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية لنفس الجامعة، كما أنه مؤرخ إسرائيلي بارز، وناشط اشتراكي، وينتمي إلى تيار المؤرخين الجدد، من أشهر أعماله “10 خرافات عن إسرائيل”، و”خارج الإطار”، و”أرض واحدة وشعبان”، و”الشرق الأوسط الحديث”، وتم دعمه من قبل بعض المؤرخين، وتعرض من جهة أخرى للكثير من النقد الإسرائيلي، وقبل مغادرته إسرائيل عام 2008 تمَّت إدانته من قبل الكنيست، وتلقَّى تهديدات عدة بالقتل، وظهرت صورته في إحدى الصحف بأنه مستهدف.