مفهوم الإعاقة
مفهوم الإعاقة
يربط الكاتب بين مفهوم الإعاقة ووجود الأمراض المزمنة، حيث يُعَرِّف الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بأنهم الأطفال الذين لديهم بعض العجز – الذي يتطوَّر ويصبح إعاقة- نتيجة إصابتهم بمرض مزمن مثل: أمراض السرطان أو البول السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو الإعاقة البصرية أو صعوبات التعلم والضعف العقلي، لذلك فالإعاقة هي أي مرض يعوق أداء المهام الطبيعية والاحتياج الدائم إلى المساعدة، وليست فقط الصورة العامة المتشكِّلة لدينا عن ذوي الاحتياجات الخاصة، مما يؤثر في مستقبله وفي كل من يتعامل معه.
ومن مخاطر هذه الأمراض المزمنة التي تصيب الأطفال أنها قد تدوم إلى الأبد، وتكثر فيها المضاعفات التي يمكن أن تؤثر في جوانب شخصية الطفل، فقد يدخل في حالة غريبة من عدم استيعاب ما هو عليه، أو القلق الدائم والشعور بالعجز عن منافسة الآخرين نتيجة شعوره بعدم التكافؤ لما يملكه هو وغيره، أو قد يترجم الإعاقة أو الاحتياج على أنه شعور بالسوء أو عقاب على ذنب ما، وذلك لفطرته السوية التي تبرِّر ما حدث له كعدل ذاتي داخلي.
إضافةً إلى المشكلات النفسية التي تلاحقهم بمرور الوقت مثل الشعور بدنو الأجل أو الموت المفاجئ، أو الخوف من قدرتهم على إنجاب أطفال طبيعيين في المستقبل، وقد تتغيَّر استجابات الأطفال ناحية الإحساس بالإعاقة نتيجة عوامل البيئة المحيطة والتعامل الصحيح معهم، إلا أن هناك بعض الصفات المشتركة والشعور بالذنب والخوف والاعتماد على الآخرين والتمرُّد وقلة الثقة بالنفس، بالإضافة إلى تأثير الأهل في حالتهم النفسية، وتكاليف الرعاية والعلاج والجهد البدني والعقلي، وهذا يوضِّح أن علَّة الأطفال لا تنحصر فقط في الإعاقة التي يمتلكونها، ولكن أيضًا انعكاسها على نفسه وعلى المحيطين.
لذلك وجبت معاملة الإنسان على أنه كيان متكامل من النواحي الفسيولوجية والنفسية، وليس التركيز على الجانب الطبي والعلاجي فقط، إذ إن كل جانب من جوانب الإنسان يتأثَّر ويؤثِّر في باقي الجوانب، فمؤخَّرًا مع التطوُّر الطبي أصبح التعامل مع المريض يركِّز فقط على الجانب البيولوجي ويهمل بقية الجوانب، مما يؤثِّر سلبًا في إنتاجية الطفل ومستقبله.
الفكرة من كتاب دور الأخصائي النفسي في تحسين جودة الحياة
فرحة انتظار مولود جديد لا يضاهيها فرحة ورسم الخيالات عن الطفل وتربيته وحياته من أمتع الخيالات لدى الكثير من الناس، لكن ماذا لو جاء الطفل باحتياج أو إعاقة ما مهما بلغ حجمها؟ قد يصاب الأهل أحيانًا بخيبة أمل وصدمة، ينشغلون بالعلة ويتجاهلون احتياجه الفطري إلى الشعور بالأمان وتوقُّعاته الإيجابية من المحيطين به، خاصةً توقُّعات القبول والحب غير المشروط، حيث تكون طبيعته أقل استقرارًا وأكثر غضبًا، وأي شيء يخالف توقُّعاته بالأمان والاحتواء والتفهُّم من المحيطين قد يسبِّب له الخذلان والاكتئاب حتى وإن لم يظهر لنا ما يشعر به من انهزام نفسي ورفض، فذلك يرجع فقط إلى النظرة غير الواعية إلينا لا بحقيقة ما يشعر.
في هذا الكتاب يناقش الدكتور جمال شفيق كيفية مساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على تحسين جودة حياتهم ووجوب الاستعانة بالأخصائي النفسي لأهمية دوره.
مؤلف كتاب دور الأخصائي النفسي في تحسين جودة الحياة
جمال شفيق أحمد: أستاذ علم النفس الإكلينيكي واستشاري العلاج النفسي للأطفال والمراهقين، ورئيس قسم الدراسات النفسية بجامعة عين شمس معهد الدراسات العليا للطفولة، وحصل على جائزة البحوث الممتازة لجامعة عين شمس عن البحث المقدَّم منه بعنوان “تباين مستويات الشعور بالوحدة النفسية لدى المراهقين من الجنسين ومدى قدرتها التنبؤية ببعض متغيرات الشخصية”.
وقام بدراسات وأبحاث أخرى بعنوان: “اتجاه الأطفال المحرومين من أسرهم الطبيعية نحو المؤسَّسات الإيوائية المودعين بها وعلاقتها بدرجة القلق والاكتئاب لديهم”، و”الأفكار الجنسية الشائعة لدى المراهقات في الريف والحضر، و”الوسواس القهري لدى الأطفال والمراهقين من الجنسين وعلاقته بمدى قدرتهم الابتكارية”.