مفهوم الأمن السيبراني
مفهوم الأمن السيبراني
ظهر مصطلح “الأمن السيبراني” عندما احتاج مفهوم الأمن في عصر “مجتمع ما بعد المعلومات” إلى إعادة تعريفه ليتجاوز التهديدات التقليدية التي تمثلها الهجمات العسكرية على الحدود الوطنية، وذلك لأن أي مستخدم للإنترنت بإمكانه تهديد أمن الأفراد والحكومات، و”الأمن السيبراني”، بمفهومه العام، هو عملية تقليل مخاطر الهجوم على شبكة الكمبيوتر أو أي جهاز متصل بالإنترنت وحمايته من أي تسلل غير مشروع.
كما أعيد تعريف مفهوم القوة التقليدي، فبعدما كانت قوة الدول تُقاس بقوتها الصلبة Hard Power المتمثلة في أموالها وثرواتها وقدراتها العسكرية، أصبحت تلك العناصر غير كافية لبلورة قوة الدول وتأثيرها، ومن ثم برز دور القوة الناعمة Soft Power، التي تعتمد على فن الإقناع، جنبًا إلى جنب مع تصاعد تأثير “القوة السيبرانية Cyber Power”، وترتبط تلك الأخيرة بامتلاك المعرفة التكنولوجية، وتوظيفها لخلق تأثيرات في أشكال القوى المختلفة.
وبسبب صعوبة منع الهجمات السيبرانية بشكل كلي، لوجود ثغرات أمنية وتطور شكل الفيروسات لتصبح أصعب في منعها أو تعقب مصدرها، فلا بد من وجود خطط واستراتيجيات للتعامل مع الهجمات السيبرانية تخفف من حدتها، وتؤمن عدم المساس بالمعلومات الحرجة التي تمس أمن الدولة، وذلك من خلال إنشاء نظام إنذار مُسبق ومجسات إلكترونية على البنية التحتية، تصدر تنبيهًا فوريًّا عند اكتشاف هجوم إلكتروني، مع مراعاة تنوع مصادر الطاقة المحلية، بحيث إذا تم استهداف إحداها، فلا يؤثر ذلك في القطاعات التي تعتمد عليها.
وبالمثل يجب أن تتعدد طرائق الوصول إلى الخدمات الهامة، كالبنوك والخدمات المدنية الحكومية، حتى لا تتوقف الخدمة عند تعرض النظام لهجمة إلكترونية، ومن المهم أيضًا نسخ بيانات المواطنين الموجودة بالأنظمة الإلكترونية في مختلف المؤسسات احتياطيًّا، وتحديث تلك البيانات يوميًّا من خلال المزامنة، بحيث لا تضيع في حالة تدمير بعضها جراء الهجمات الإلكترونية، مع تشفير البيانات المهمة كالبيانات العسكرية والمراسلات السرية بطريقة يصعب تتبعها إذا جرت محاولات لسرقتها.
الفكرة من كتاب مُجتمع ما بعد المعلومات: تأثير الثورة الصناعية الرابعة على الأمن القومي
يشهد العالم تغيرًا تقنيًّا جديدًا بقيادة الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وسلاسل الكتل، والعملات الافتراضية، والطابعات الثلاثية الأبعاد وعديد من التقنيات الأخرى التي تبشر بقدوم الثورة الصناعية الرابعة، ومجتمع جديد يمكن أن نطلق عليه اسم “مُجتمع الذكاء الاصطناعي” أو “مُجتمع ما بعد المعلومات”، وستندمج فيه الآلة مع عقل الإنسان، وسيكون “الإنترنت” عموده الفقري.
ومع بزوغ فجر المُجتمع الجديد، سيكون مصير البشرية موضع تساؤل.. كيف سيبدو المستقبل في ظل هذه التقنيات؟ وما الآثار المترتبة على زيادة الاعتماد على هذه التقنيات على المستوى الوطني والأمني؟ وكيف أثرت هذه التقنيات الجديدة في إعادة صياغة مفاهيم القوة والحرب والردع في العلاقات الدولية؟ وغيرها من الأسئلة التي يحاول كتابنا تقديم الإجابة عنها.
مؤلف كتاب مُجتمع ما بعد المعلومات: تأثير الثورة الصناعية الرابعة على الأمن القومي
إيهاب خليفة: هو رئيس قسم التطورات التكنولوجية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة في أبو ظبي، وباحث دكتوراه في إدارة المدن الذكية، وباحث سابق بمجلس الوزراء المصري.
تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 2009م، ونُشر له عديد من الأبحاث العلمية باللغتين العربية والإنجليزية، حول الحروب السيبرانية، والتهديدات والتحديات الناجمة عن الاعتماد المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
نُشر له كتابان آخران هما:
القوة الإلكترونية، كيف يمكن للدول أن تدير شؤونها في عصر الإنترنت؟
حروب مواقع التواصل الاجتماعي.