مفهوم الأسرة
مفهوم الأسرة
أول مأوى للإنسان، بل أول محضن له هو أسرته، فأوَّل ما يخرج الإنسان يكون بين والديه وهما العالم بالنسبة له، لذا يأتي مفهوم الأسرة في المعنى اللغوي من كلمة الأسر، أي التقيُّد برابط سواء كان إجباريًّا أو رغبةً من الشخص، كما يرمز مصطلح الأسرة أو العائلة إلى المسؤولية التي يحملها الشخص، وهي بيئة صحية ونفسية لتلبية احتياجات الطفل، وهذا من مسؤولية الأم والأب بالاتفاق فيما بينهما، ومصدر الأمان والحماية للطفل.
كما أنها المنبع الأول عند الطفل كي تكسبه الثقة بالنفس والتقدير، والشعور بأنه محبوب، فيعملون في البداية على رعايته وتوجيهه بأساليب مختلفة مليئة بالحب والحنان، وليس بالعنف أو الإهمال أو حتى الحماية الزائدة، حتى تتكوَّن عند الطفل نفسية وعقلية متزنة، ويقول الأستاذ جميل عطية عن مفهوم الأسرة إنها هي “المؤسسة الاجتماعية التي تنشأ عن اقتران الرجل والمرأة الذي عقد بهدف المشاركة في بناء المجتمع، وأهم مكوِّناتها الزوج والزوجة والأطفال”.
فالأسرة مؤسسة لبناء الحضارة الإنسانية، كما أنها تحدُّ من الانحراف في المجتمع للرجال والنساء، لذا تتعدَّد وظائف الأسرة إلى التالي: وظيفة بيولوجية أي تحافظ على البشر من الانقراض من خلال إنجاب الأطفال في إطار يعترف به المجتمع والدين، ووظيفة جنسية أي تحافظ على الأنساب، وتحقِّق الدافع الجنسي في إطار ديني ومجتمعي، ووظيفة نفسية عاطفية لأنها هي البيئة الأولى لتعليم الطفل الحب والكره، وتشبع الطفل من خلال مشاعر مختلفة مثل الحب والأمان، وتقوِّي العلاقة الاجتماعية والعاطفية فيما بينهم بالمودة والعاطفة، ووظيفة اقتصادية حيث تتكوَّن من تعاون اقتصادي فيما بينهم وممتلكات قد تكون جماعية أو فردية، ما يدعم رابط العلاقة فيما بين أفرادها، ووظيفة تربوية حيث تصير هي المعلم والمربي الأول والأساسي للطفل، ووظيفة دينية واجتماعية حيث تغرس القيم الدينية، والحدود المجتمعية، والعادات والتقاليد في أبنائها، ووظيفة حماية للطفل، ووظيفة عقلية وثقافية حيث تنمِّي قدرات الطفل العقلية والفكرية، وتنقل إليه ثقافة البيئة من حوله، كما أن وحدة الأسرة تساعد على تكوين طفل متوازن ومستقر، وتضمن له الأمان النفسي والشعور بالانتماء.
الفكرة من كتاب سيكولوجية العنف وأثره على التنشئة الاجتماعية للأبناء
منذ بداية الخليقة وجد العنف، والدليل على ذلك أول جريمة قتل وعنف حدثت كانت بين ابنَي سيدنا آدم (عليه السلام) قابيل وهابيل، تشكّل العنف في صور متعدِّدة منها: القتل والتعذيب والتعنيف سواء للمرأة والأطفال وكبار السن والحيوانات وغيرهم، وحين نراجع أغلب قصص المجرمين والقتلة نجد أن طفولتهم كانت معنَّفة في الغالب، وعانوا سوء المعاملة في الصغر من أحد الوالدين أو الأقارب، كما أن للعنف أشكالًا كثيرة سواء جسدية أو نفسية أو لفظية، وتختلف درجته كذلك، وفي كتابنا هذا تُشير الكاتبة إلى ماهية العنف الأسري وأنواعه وأثره في تنشئة أطفالنا وكيفية علاجه.
مؤلف كتاب سيكولوجية العنف وأثره على التنشئة الاجتماعية للأبناء
نرمين حسين السطالي: كاتبة ومعلمة، وعملت أخصائية اجتماعية بإحدى المدارس، ولها كتاب آخر “أثر شبكات الإنترنت على اتجاهات الشباب في عصر العولمة”.