مفهوم اقتصاد السوق
مفهوم اقتصاد السوق
مع بداية عصر النيوليبرالية مؤخرًا أصبح السوق يُقدَّم في صيغة فاعل مطلق، واحد لا شريك له، فالمنظور النيوليبرالي يُطرَح برؤية لا تجعل السوق عاملًا اقتصاديًّا فقط، ولا مؤسسة من بين مؤسسات أخرى، بل كيان له قداسة يحرم التدخُّل فيه أو حتى توجيهه من قبل سلطة حاكمة عليه.
وكان هناك معياران نظريان لقياس طبيعة السوق، هما: وضعية المنافسة التامة ووضعية الاحتكار التام، وهناك خمسة محددات للمنافسة التامة، وهي: الذرية، حيث إن كلًّا من التجار وعارضي السلع ذرات مجزأة مشاركة في السوق لا يمكن لأحد منهم التحكم في مجرى السوق والشفافية، حيث إن السوق كيان مفتوح ليس به أية أسرار تخفى عن تجاره، وحرية الدخول، فمن حق الجميع الدخول إلى السوق إما كمستهلك للسلع وإما كتاجر يعرض بضاعته، والسيولة بالتواصل الدائم بين العرض والطلب، فليس هناك احتكار لسلعة ما من قبل التجار، وأخيرًا تجانس المنتوج.
أما وضعية الاحتكار التام فتتميَّز بأحادية العارض أو البائع، وتعدُّد الطالب أو المستهلك، لكنَّ هاتين الرؤيتين كانتا نظريتين، فمع القرن العشرين ظهرت عوامل جديدة لم يعد معها السوق مشكلًا من ذرات صغيرة، بل من وحدات كبرى لها سلطتها العقلية، ولم يعد بإمكان الرؤية الاقتصادية على الرغم من وجود السوق الحر، بل ثمة عوامل وقوانين أخذت تتحكم في عملية الدخول إليه! كما أن تطور تقنية الدعاية والإعلان آنذاك كان بمثابة آليات لصناعة ذوق المستهلك.
لذلك كان يجب تطوير نظريات أكثر واقعية تخصُّ تعاملات السوق، وهما المنافسة الاحتكارية والاحتكار العددي، وبذلك هيمن اقتصاد السوق لدرجة أنه أصبح بديلًا للرأسمالية.
الفكرة من كتاب نقد الليبرالية
الحرية هي أسمى القيم التي يسعى الإنسان إليها، وتميزه عن بقية الكائنات، لكنها مع ذلك ليست محددة بإطار ما أو لها حدود ملموسة، وليس كل من يدَّعي أن مذهبه هو السعي إلى الحرية فهو على صواب، بل إن هناك كثيرًا من المذاهب تدَّعي أن مطلبها تحقيق الحرية لبني الإنسان، وهي في الحقيقة تستغل الحرية لكي تبرر أفعالها وممارساتها، فهل تسعى الليبرالية بوجهيها الكلاسيكي والنيوليبرالي إلى الحرية حقًّا أم أن لها وجهًا آخر ومساعيَ أخرى تخفيها؟
في هذا الكتاب محاولة لتحليل المذهب الليبرالي منذ نشأته وحتى يومنا هذا ونقده نقدًا موضوعيًّا لعلنا نتوصَّل معًا إلى تلك الإجابات.
مؤلف كتاب نقد الليبرالية
الطيب بوعزة: كاتب وباحث مغربي، ولد عام ألف وتسعمائة وسبعة وستين، في طنجة.
يعمل أستاذًا للتعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بطنجة، له مؤلفات عدة أبرزها:
في ماهية الرواية.
مقاربات ورؤى في الفن.
تاريخ الفكر الفلسفي الغربي.