مفهومُ القُنْفُذِ ومفهومُ الثعلب
مفهومُ القُنْفُذِ ومفهومُ الثعلب
أفضلُ حلٍّ للمشكلةِ، هو دائما أبسطُ حل، هذا ما يسميه جيم كولينز “مفهومُ القُنْفُذِ”.
ما هو مفهوم القنفذ؟ إنه مبنيٌ على قصةٍ يريد فيها ثعلبٌ اصطيادَ قُنْفُذ. الثعلب حيوانٌ ذكيٌ رشيقٌ، قادرٌ على الهجومِ بعدة طرق مختلفة. ولكن من ناحية أخرى، القُنْفُذ -غيرُ المعروفِ بذكائه- يعرفُ فقط شيئًا واحدًا، ويؤديه بطريقةٍ جيدةٍ جدًا. استراتيجيتُهُ الوحيدةُ هي أن يصبحَ كُرةً من الأشواك، ويتدحرجُ بأسرع وقت ممكن. بغض النظر عن هجوم الثعلب، فإن القُنفذَ يستطيع الهُرُوُبَ ويفوزُ دائمًا.
وجدَ “جيم كولينز” أنَّ كلَّ شركةِ حققتْ النجاحَ، اتبعتْ هذا المفهوم. تَعرِفُ شركاتُ القنفذِ كيفيةَ القيامِ بشيءٍ ما بعُمقٍ، وتُركِزُ عليه. وأما الشركاتُ الآخري -التي لم تُصنَع للفوز- تميلُ إلى التصرُّفِ أكثرَ مثلِ الثعلب. هم يفعلون أشياءَ كثيرة لكنها تفتقر إلى الاتساق.
يعتمد مفهومُ القنفذِ لكولنز على ثلاثِ أفكارٍ أساسية، وأيُ إجراءٍ تتخذُهُ شركتُك أو موظفوكَ، يحتاجُ إلى تلبيةِ هذه الأفكار دفعةً واحدةً، وإلا فلن ينجح.
الفكرةُ الأولى، هي أنها تحتاجُ إلى تحديدٍ بعواطفها؛ ما هو الشيء الذي تشعر الشركةُ تجاهه برغبةٍ وحماسٍ شديدين، وهذا قد يكون خدمةَ العملاء، أو بيعَ منتجٍ معين. الشركاتُ التي تحققُ التميُّزَ لديها معرفةٌ عميقة بعواطفها. من دون عاطفة، لا يمكن للشركاتِ الوصولُ إلى القمة.
والفكرة الثانيةُ، هي تحديدُ ما يمكنُكَ القيامُ به، بشكلٍ أفضلَ من أي شخص آخرَ في العالم، يجب أن يكونَ هذا هو محورُ عملِك.
أخيرًا، يجبُ على الشركاتِ تحديدُ كيف يمكنُهُم الربحُ بأكثرِ الطرقِ فَعَّالِيَّة، وكيفيةَ جذْبِ المزيدِ من القيمةِ السوقية.
على سبيل المثال، سِلسِلةُ صيدليات “ولجرينز”، تملك أيضًا مطاعم. بدلاً من الاستمرار في كلتا الصفقات، اختارَ أصحابُها التركيزَ على أفضلِ استثمار، وتركوا خدمةَ الطَعَام. كانت الصيدلياتُ خَيارًا اقتصاديًا ذكيًا، وحققَ الرئيسُ التنفيذيُ تشارلز كورك، من وراء هذا القرار نجاحًا كبيراً.
الفكرة من كتاب من جيدٍ إلى عظيم
يهدِفُ كتاب “من جيد إلى عظيم”، إلى الإجابة على السؤال التالي: هل تستطيعُ الشركاتُ الانتقالَ من المستوى الجيد، أو حتى السيئ إلى العظمة، وتبقى عظيمةً لفترة طويلة؟
للإجابة على ذلك، حلّلَ جيم كولينز البَيَانَاتِ الماليةَ، للعديد من الشركات الأمريكية العِملاقة.
مؤلف كتاب من جيدٍ إلى عظيم
جيم كولينز مؤلف ومحاضر ومستشار، قام بالتدريس في كلية الدراسات العليا في إدارة الأعمال بجامعة ستانفورد، وهو مساهم دائم في مجلة Fortune و BusinessWeek و Harvard Business Review.