مفسدة القلوب
مفسدة القلوب
تنقسم الغفلة إلى نوعين؛ غفلة محمودة وغفلة مذمومة، أما الغفلة المذمومة فهي مُفسدة القلوب والأعمال، وأما الغفلة المحمودة فهي غفلة الإنسان عن الفواحش والمنكرات، وترك كل فعل خبيث نهى الله عنه ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، وهذه غفلة محمودة للمسلم، يقول تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾، فالغافلات هنا تعني تاركات، أي تاركات للفواحش والمعاصي، فلا تخطر ببالهن ولا يفطنَّ إليها، أما الغفلة المذمومة فهي غفلة المرء عن طاعة الله وذكره، وانغماس الإنسان في شهواته غير عابئٍ بالحساب ولا باليوم الآخر، وهي أفسد الأمراض التي يُصاب بها المسلم في حياته، تفسد عليه قلبه ودينه ودنياه، وقد أشار الله عز وجل في كتابه إلى أن غالب الناس مصابون بالغفلة يقول تعالى: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ﴾.
وقسم العلماء الغفلة المذمومة إلى أقسام ثلاثة؛ القسم الأول: الغفلة العارضة وهي غفلة الصالحين؛ غفلة سهلة سريعة يصابون بها ثم ينتبهون من غفلتهم عائدين تائبين لله، متذكرين الحساب وأوامر الله ونواهيه، يقول تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾، والقسم الثاني: الغفلة المتكررة وهي غفلة العُصاة المسلمين فيغفلون أحيانًا ويستيقظون أحيانًا أخرى، ويحتاجون إلى تذكرة متتابعة حتى يستقيموا لله، والقسم الثالث: الغفلة التامة وهي غفلة الكفار الذين لا يبالون لا بالله ولا باليوم الآخر، ولهم تشبيهات عديدة في القرآن منها السُكارى كما قال الله عز وجل: ﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾، أي مصابين بالعمى ويحيون بلا هدف منغمسين في شهواتهم بلا رادع، وهؤلاء القاسية قلوبهم لا يستيقظون من غفلتهم إلا بالدعوة إلى دين الإسلام.
الفكرة من كتاب الغفلة
تتسلل إلى الإنسان بطبيعة حياته مُنغصات قد تُعكر صفو حياته، فما بالك بدينه الذي يحاربه فيه شياطين الإنس والجن، فقد يتعرض المسلم لانتكاسات ومعوقات عديدة في رحلته بالحياة، ومن أفسد ما يدخل على قلب المسلم الغفلة، وقد يُغالبها الإنسان في أعماله بالمجاهدة والمُقاربة إذا اتبع أمر النبي (صلى الله عليه وسلم)، فعن السيدة عائشة (رضي الله عنها) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “سَدِّدوا وقارِبوا واعلموا أنه لن يُدخِلَ أحدَكم عملُه الجنَّةَ، وأنَّ أحبَّ الأعمالِ إلى الله أدومُها وإن قَلَّ”، فالله عز وجل يحب من يجاهد في سبيله وإن قلت سُبله وجهده، ولا يترك نفسه لغفلاته ومُلهيات الحياة الدنيا.
وفي هذا الكتاب يعرض الكاتب تعريف الغفلة وأسبابها وكيف يعالجها المسلم.
مؤلف كتاب الغفلة
محمد صالح المُنجد: داعية سوري، تلقى تعليمه في المملكة العربية السعودية، ونال درجة البكالوريوس من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، توجه إلى الدعوة إلى الله، وعمل إمامًا وخطيبًا في المنطقة الشرقية، وله برامج عديدة دينية ودعوية، وهو مؤسس موقع الإسلام سؤال وجواب.
له عدة مؤلفات منها: “أربعون نصيحة لإصلاح البيوت”، و”أريد أن أتوب ولكن!”، و”شكاوى وحلول”، و”ظاهرة ضعف الإيمان”، و”أخطار تهدد البيوت”، و”سلسلة مفسدات القلوب”، و”سلسلة أعمال القلوب”.