مفترق الطرق بين النفس والآخر

لا شك أن الصحبة الصالحة من أعظم المعينات على الإيمان لكن يجب ألا تصير هي مناط الإيمان بحيث إذا كنت معهم علا إيمانك، ثم يهبط إذا تركتهم، وبالطبع فوارد لأي علاقة صداقة أن يشوبها بعض الخلافات، ولكن ليس كل خلاف تكديرًا لصفو الوداد، بل أحيانًا يكون تجديدًا لما يذبل من أغصانه. وعلى كلٍّ فأنت مخيَّر بين إما أن تهجر هجرًا جميًلا لا يعني القطيعة بقدر ما هو ترتيب لدوائر البعد والقرب، وبين أن تصبر صبرًا جميلًا أو أن تصفح بعد تعاتب متكافئ الحقوق لا يعقبه دوام تذكير بالماضي.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وحتى تحسن تقديم النقد فركز على توصيف الموقف بدقة مع توضيح الصواب، وابتعد عن تعميم الخطأ بكلمات مثل: “دائمًا” أو “أبدًا”، فهي تنبه خط الدفاع لدى الآخر، وتخير أوقات الهدوء للحديث لا وقت الغضب، واجعل في نقدك ذكرًا لبعض المحاسن حتى يسهل على النفس تقبُّله، واترك دائمًا للصلح موضعًا، وخذ من رصيد تقصيرك في حق الناس ما يخفِّف مرارة تقصيرهم في حقك، واعلم أنه ليس كل إمساك عن الاعتذار تكبرًا، بل أحيانًا يكون الألم لدى الآخر أكبر من أن تسعه أربعة حروف في كلمة “آسف”.

أما لو كنت أنت في موضع النقد، فتذكَّر أنك لست في محكمة، بل ركِّز على أن تستمع جيدًا لمن يشكو دون مقاطعته، وبعد أن ينتهي فلك الحق في الرد وإيضاح وجهة نظرك، ولكن لا تتوقَّف فقط عند جهر الألسنة، وأنصت لهمس القلوب وتفهَّم حقيقة الخلاف.
أما لو كانت هناك مشكلة مع الأهل قد تحدث لعدم تفهُّم تغيُّر اهتمامات الابن واستقلال شخصيته، فيجب الحذر في ردة الفعل، فلا يعني زيادة وعيك أنك صرت حكمًا على الآخرين وتصرفاتهم، فلا تدخل في صدامات معهم حتى لا تعطي انطباعًا سيئًا عن تغيُّرك.

يظل الإنسان غارقًا في ملهيات الحياة حتى تأتي اللحظة التي يفيق فيها ويسأل نفسه: كيف السبيل لتدارُك ما فات واستغلال الوقت القادم؟ فيحتاج حينها إلى إضاءات يستنير بها على طريق بناء الذات، تبدأ بتصحيح الرؤية للحياة، ثم كيفية تنظيم الوقت، ثم طلب العلم والمعرفة، ثم طريقة إدارة الخلافات مع الناس، حتى نصل إلى قرار اختيار شريك الحياة.

هدى عبد الرحمن النمر: كاتبة ومستشارة تربوية ومحاضرة في الأدب والفكر وبناء الذات، حاصلة على ليسانس ألسن قسم اللغة الإنجليزية وآدابها، عُيِّنَت معيدة بالقسم بعد التخرُّج، ثم استقالت بعد أربع سنوات للتفرُّغ للتأليف والتعليم المفتوح، ولها مدوَّنتها الخاصة (مِسْك).

من مؤلفاتها:

الأسئلة الأربعة لضبط بوصلتك في الحياة.

البعيد والقريب.. مجموعة قصصية مترجمة.

رواية سلمى قصة الحب والقدر.