مفاهيم متعلقة بالإدمان

هناك مفاهيم عدة تتعلق بالإدمان ومنها: مفهوم الكأس الأولى: وفيه يُقْنِع كل مدمن نفسه أن مرة واحدة من تعاطي المادة أو ممارسة السلوك لن تُسبب ضررًا، والحقيقة أن الكأس الأولى فخ، وخدعة تُذْهِب بالوعود وتُضَيِّع منافع التعافي، والكأس الأولى لأصحاب الإدمانات السلوكية قد تكون ردًّا على مكالمة لدى مدمن العلاقات، ومقطعًا قصيرًا لمدمن الإباحيات.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ومن المفاهيم المتعلقة بالإدمان كذلك الحساسية النفسية: فالمدمنون أساسًا لديهم خمول في مسارات اللذة والمكافأة، ولذلك تختلف استجاباتهم لمواد وسلوكيات معينة تؤدي إلى استثارة تلك المسارات، وتُسَبِّب العجز عن التحكم في الجرعة والانغماس بعد التعرض للكأس الأولى، كما تُسبب الاشتهاء وأعراض الانسحاب، وضعف الاستجابة للأشياء الممتعة وارتباطها فقط بالمادة أو السلوك الإدماني، والتعافي من الإدمان السلوكي لا يكون بالتوقف التام، فهو يتضمن احتياجات طبيعية لا غِنى عنها للإنسان كالطعام والجنس، ولذلك فالتعافي منه يدور حول تغيير العلاقة بها، وهذا يشير إلى أن نوعًا معينًا من الإدمان لا يكون أقل وطأةً من آخر، فالجميع يشترك في بنية مرضية، وكل منهم يخوض تحديًا وصراعًا خاصًّا به. 

يوجد مفهوم آخر وهو المشاعر الأولية، وهي خبرات صادمة ومشاعر رفض وخزي وذنب ترافق المدمن منذ طفولته، وهي سبب أساسي في معاناته من الإدمان، إذ يُستخدم الإدمان للتعامل مع تلك المشاعر والهروب منها كعلاج ذاتي للألم، وعند توقفه عن التعاطي تعود إلى الظهور، ويجب مواجهتها واستيعابها حتى يتم التعافي، وقد تعرض المدمن لهذه الصدمات قبل اكتمال قدرته اللغوية على التعبير عنها، أو ربما كان الألم أشد من أن تعبر عنه اللغة، فاستخدم الإدمان كلغة بديلة رمزية تعبر عن الصدمة.

كيف تنظر إلى المدمن ومعاناته؟ هل تعتقد أن كل ما يحتاج إليه المدمن قليل من الإرادة كي يتخلص من إدمانه وتستقر حياته؟ إن الإدمان أعمق من ذلك، وعلى العكس، ستفاجأ بمعرفة أن البناء النفسي للمدمن يحمل كثيرًا مما يعرفنا على شخصيته ومعاناته، إذًا لنفك شفرة الإدمان.

عماد رشاد عثمان: طبيب نفسي وكاتب، ولد عام ١٩٨٦م، حاصل على بكالوريوس الطب، وباحث ماجستير في أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي، مهتم بالفلسفة واللغة والأدب والتحليل النفسي، وجمع بين اهتماماته فحصل على ليسانس اللغة العربية والثقافة الإسلامية من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ويقدم سلسلة بعنوان «فَهم التعافي» على منصة اليوتيوب وغيرها من الفيديوهات يُعين فيها المدمنين على خوض الرحلة ويوجههم فيها.

ومن أعماله:
أحببت وغدًا: التعافي من العلاقات المؤذية.
أبي الذي أكره: تأملات حول التعافي من إساءات الأبوين وصدمات النشأة.