مغالطة رجل القش
مغالطة رجل القش
رجل القش -أو كما يسميه الفلاحون “خيال المآتة”- هو تمثال على هيئة إنسانٍ ويكون فاردًا ذراعيه يضعه الفلاحون في الأرض الزراعية حتى يخيف الطيور ويمنعها من أكل المحصول، ومغالطة رجل القش من أشهر المغالطات المنطقية التي يلجأ إليها صاحب الحجة الضعيفة، بأن يصور الأمر على خلاف ما هو عليه؛ حتى يستنفد جهد مخالفه في معارك وهمية تبعد به عن أصل النقاش نفسه، ويعتمد عليها المشككون في أصول الإسلام كثيرًا جدًّا، فينسبون إلى الإسلام والمسلمين ما يخالف أصول ديانتهم؛ مثل أن الإسلام دين وثني يعبد فيه المسلمون الكعبة والحجر الأسود! أو أن أهل السنة يعتبرون الإمام البخاري معصومًا من الخطأ.
والحق أن المسلمين لا يعبدون الكعبة ولا يدَّعون العصمة للبخاري، إنما الكعبة مرتبطة بشعيرة الحج ولها طقوس في الطواف يعرفها من يقرأ في فقه الحج، وهي أبعد ما تكون عن الوثنية، وإنما البخاري عالم حديث ولم ينسب إليه أحد العصمة.
وهكذا يجد المحاور نفسه منجرًّا إلى خلافات جانبية أبعد ما تكون عن المنطق والحقيقة وإنما الغرض منها التشويش وإثارة البلبلة، والواجب عليه -كما يرى الكاتب- ألا ينجرَّ إلى نقاش مثل هذه المغالطات، وأن يتأكد أن ما يقوله المخالف ينطبق في الواقع لا أن يكون من اختراعه وتلفيقه.
الفكرة من كتاب أصول الخطأ في الشبهات المثارة ضد الإسلام وثوابته
حيثما وجَّهت وجهك، سواءٌ في العالم الافتراضي أو في الحياة الواقعية، سوف تجد النقاشات والمحاورات والمناظرات دائرة على قدم وساق، تتعدد فيها الحجج والآراء والأفكار التأسيسية، منها الغث ومنها السمين، وإذا ترك الإنسان نفسه لهذا السيل الجارف دون ضابط يضبط المقدمات والأصول، فسوف يجد نفسه في النهاية قد وصل إلى ما لا يُحمد عاقبته.
يهدف هذا الكتاب إلى توضيح الأسس والحيل النفسية التي ينطلق منها المشككون في أحكام الإسلام، مع بيان لأهم تلك الشبهات وكيفية بيان الخطأ الذي بُنِيت على أساسه.
مؤلف كتاب أصول الخطأ في الشبهات المثارة ضد الإسلام وثوابته
أحمد بن يوسف السيد: داعية سعودي مهتم بعلم الحديث، مشروعه الدعوي يهدف إلى تعريف الجيل الصاعد بأساسيات دينه ونبذ الشبهات المثارة حوله، اشتهر كمشرف على أكاديمية “صناعة المحاور” التي تهدف إلى مقاومة الإلحاد، كما أنه مشرف على أكاديمية “تسهيل السنة”، وله العديد من المؤلفات التي تتركز في صد الشبهات التي يثيرها المشكِّكون حول الإسلام والسنة النبوية خاصةً، مثل: “سابغات”، و”تثبيت حجية السنة”، و”البناء العقدي للجيل الصاعد”، و”أفي السنة شك؟”، وغيرها.