مع فرقة الكوميدي العربي
مع فرقة الكوميدي العربي
رغم أداء نجيب الذي كان يعلو يومًا بعد يوم في الفرقة وبداية تشكُّل اسمه في عالم التمثيل، كانت الحالة المادية للفرقة في أسوأ أحوالها، وفشلوا في الحصول على عائد مناسب من تقديم عروضهم في المنصورة، وانتقلوا من العمل في مسرح “برنتانيا” إلى مسرح “الشانزلزيه” هربًا من وطأة الإيجار المرتفع، وظلوا يفكرون في حل للأزمة فاقترح علي يوسف الاستعانة بالمطربة منيرة المهدية التي اشتهرت في عالم الغناء، لتأدية فصول من روايات على مسرح الفرقة ثم تؤدي الفرقة مسرحياتها كالمعتاد، وأن يكون الإيراد بالمناصفة بينها وبين الفرقة، وحصل الاتفاق وظهرت للمرة الأولى لإلقاء القصيدة المشهورة (إن كنت في الجيش أدعى صاحب العلم) من رواية “صلاح الدين الأيوبي”، ونجحت الخطة وتوافد الناس على المسرح وتحسَّنت أحوال الفرقة، لكن هذا الاتفاق فصمته منيرة بعد مدة، شعرت خلالها أنها هي المقصودة من إقبال الجماهير، فما إن تخلَّت عنهم حتى عادوا سيرتهم الأولى من الفقر والعوز.
انتقلت الفرقة بعد ذلك للعمل في مسرح “دار التمثيل العربي” الذي كانت تعمل فيه فرقة عكاشة، المشابهة لحال فرقتهم المادية، على أن تؤدي كل فرقة على المسرح يومًا ويتم اقتسام الإيراد بين الفرقتين، ولكن لم تتحسَّن الأحوال فقررت الفرقة الانفصال عن فرقة عكاشة والعودة مرة أخرى إلى مسرحها القديم “برنتانيا”.
يحكي الريحاني عن ازدياد شعوره بالثقة في نفسه وبالتفات الناس إليه، لكنه مع ذلك شعر بالتقصير في حقه من قبل الفرقة، فطلب من الأستاذ عزيز عيد أن يتم وضع اسمه في إعلانات الفرقة وتعرفه إلى الجمهور، وقوبل طلبه بأشد الرفض، قرَّر على أثره الريحاني الانفصال عن فرقة “الكوميدي العربي” في مايو من العام 1916، دون أن يعرف ماذا سيعمل.
عمل بعدها ممثلًا في ملهى ليلي بصحبة الممثل ستيفان روستي لقاء أربعين قرشًا في الليلة، وقدموا روايات فرنسية من فصل واحد، لكن الجمهور لم يكن يعيرهم أدنى انتباه أثناء التمثيل، فكانوا يمثلون للكراسي على حد وصفه.
الفكرة من كتاب مذكرات نجيب الريحاني
يروي فيه المؤلف الفنان المصري نجيب الريحاني سيرة حياته وبداياته في التمثيل ورحلة صعوده حتى أصبح من أشهر الممثلين في تاريخ السينما المصرية.
مؤلف كتاب مذكرات نجيب الريحاني
ممثل مصري فكاهي شهير من أصل عراقي، ولد في العام 1889 وتوفي عام 1949، يعد من أعمدة المسرح العربي، وشكَّلت فرقته واحدة من أهم الفرق المسرحية، وتخرج فيها الكثير من النجوم بعد ذلك، قدم للسينما عددًا قليلًا من الأفلام مثل “سي عمر”، “سلامة في خير”، و”غزل البنات” الذي يعد من أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية.