مع بداية الأمومة
مع بداية الأمومة
تمر الأمهات الجديدات بمشاعر متقلبة ويتغير عالمهن كثيرًا مع مولد الطفل الأول، وبينما يصارعن يسمعن كثيرًا من الأقاويل التي تشعرهن بالإحباط، ولكن منها ما هو بعيد عن الحقيقة ولا ينبغي أن يسمحن له بسرقة سعادتهن، كالعبارات التسويقية التي تقول “إن تدليك الرضيع بغسول برائحة اللافندر سيجعله ينام خلال ثوانٍ ولا يستيقظ طوال الليل!”، أو القول إن الرضاعة الطبيعية أمر يسير وتلقائي دائمًا، وإن كل الأمهات يقعن في حب مولودهن منذ اللحظة الأولى ويرتبطن به ارتباطًا شديدًا، فربما تمر بعض الأمهات بظروف كاكتئاب ما بعد الولادة أو ولادة متعسرة تعوق ذلك في البداية،
لكن ارتباطهن بأطفالهن سينمو مع الوقت. وكذلك قول بعض الناصحين “إنك فقط تحتاجين إلى التوازن” ناسين أن لكل أمٍّ شكلًا مختلفًا من التوازن يختلف عن ذلك التوازن النظري المزعوم، والجزم بأن اتباع أسلوب تربوي معين سيجعل كل شيءٍ مثاليًّا، فلكل طفلٍ تجربة تربوية فريدة، وكل أمٍّ عليها أن تحدد ما تريده وأن تتبع في أحيانٍ كثيرة حدسها وصوتها الداخلي من بين كل الأصوات حولها من الناس والإنترنت وغيرهم.
وبرغم كل ما في الأمومة من جمال، لا يسعنا القول إن كل لحظات الأمومة محببة وممتعة، فما فيها من تحديات وتعقيدات ربما يجعل الأم تشعر أحيانًا برغبة في الهروب، وذلك شعور طبيعي يجب عليها تقبله، وقد تبدو السنوات الأولى مع قلة النوم والانشغالات كأنها لن تنتهي، لكنها سرعان ما تمر، وعقلية الأمهات والطريقة التي ينظرن بها إلى الأمور تؤثر كثيرًا في سعادتهن، إذ يمكن أن تفرح الأم بصباحٍ يوقظها فيه ابنها في وقت مبكر جدًّا قائلًا “أحبك يا أمي” ويمكنها أن تفكر أنه لو أحبها لتركها تنام، وأن أمامها يومًا طويلًا ستواجهه دون طاقة كافية، بالتأكيد ثمة إرهاق وخوف ومنغصات أخرى،
لكن يمكن لأي أم أن تختار التركيز على أفراح الأمومة، ويساعدها على ذلك أن تقدر ما تقوم به وتتذكر أن غرسها يحتاج إلى زمنٍ طويلٍ حتى ترى ثماره، وأن تختار بعناية ما تسمعه وتقرؤه وتراقب ما تقوله وتختار من تحدثهم، وكذلك أن تكف عن التذمر وتحاول بدلًا منه أن تجد حلولًا حقيقية لمشكلاتها، ولتعتبر الأخطاء فرصًا للتعلم.
الفكرة من كتاب نعمة الأم السعيدة – توقفي عن السعي نحو الكمال واعتنقي الفرح في الحياة اليومية
تقلب الأمومة حياة النساء وتغير أفكارهن وأحلامهن وأجسادهن؛ يجدن فيها كثيرًا من الأمور الجميلة والمثيرة والممتعة، لكنهن يواجهن أيضًا إرهاقًا وقلقًا وتحدياتٍ تسرق من سعادتهن، وعندما تبحث الأمهات عن السعادة في حياتهن اليومية، ربما يجدن أكثر الاقتراحات لا تناسب مشاغلهن، وينسين أن السعادة ربما تكمن في عشر دقائق من اللعب والمرح مع أطفالهن كل يوم يتناسَين فيها الضغوط،
عشر دقائق من الفرح والتواصل مع العائلة كل يوم يمكنها أن تصنع تغيرًا كبيرًا، والكتاب الذي بين أيدينا يحمل الكثير من الأفكار التي تساعد على بناء عادة السعادة في حياة كلِّ أم، وتساعدها على مواجهة الإرهاق والشعور بالذنب وطلب الكمال وغيرها من التحديات.
مؤلف كتاب نعمة الأم السعيدة – توقفي عن السعي نحو الكمال واعتنقي الفرح في الحياة اليومية
ريبيكا إيانس: كاتبة ومحررة، ومؤسسة موقع positive-parents.org وصفحة Positive Parenting: Toddlers and Beyond على فيسبوك، ومدربة معتمدة من معهد جاي للتربية | Jai Institute of parenting، تعمل محررة في موقع Motherly وفي مجلة Creative Child ومجلة Baby Maternity.
ومن مؤلفاتها:
The Newbie’s guide to positive parenting.
Positive parenting: An Essential Guide.
معلومات عن المترجمة:
علا ديوب: مترجمة سورية، ولدت في طرطوس، ودرست الأدب الإنجليزي في جامعة تشرين. ومن أعمالها: ترجمة “عزيزي أنا” و”متعة أن تكون في الثلاثين” و”أغرب عادات الشعوب” و”آباء أكفاء أبناء عظماء” و”أشياء جميلة”.