مع اليهود

في المدينة بعد الهجرة، بدأ تعامل المسلمين مع اليهود، وكان للنبي ﷺ معهم مواقف عديدة نتعلم منها،
مثل مواقفه مع رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول، وكان رسول الله ﷺ وهو في طريقه ليعود صاحبه سعد بن عبادة، سيد الخزرج، في مرضه على مجلسٍ جمع عددًا من المسلمين واليهود والمشركين، وكان من بينهم ابن سلول قبل أن يُظهر إسلامه فإذا به يستقبل النبي ﷺ بالجفاء قائلًا: “لا تغبروا علينا”، و”والله لقد آذاني ريح حمارك.” فيتغاضى النبي ﷺ عن ذلك ويقرأ عليهم القرآن ويدعوهم إلى الحق، فكان رد بن سلول بأسلوب خبيث يشكك في صدق النبي ﷺ قائلًا: “لا أحسن مما تقول إن كان حقًّا فلا تؤذنا به في مجلسنا…” فيقول عبد الله بن رواحة رضي الله عنه: “بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، فَاغْشَنَا به في مَجَالِسِنَا؛ فإنَّا نُحِبُّ ذلكَ” وتنازع المسلمون والمشركون فأخذ ﷺ يهدئهم حتى سكنوا، ثم ذهب إلى صاحبه سعد وأخبره بما كان، فطلب منه أن يعفو عنه لأن مجيء رسول الله ﷺ بالحق سلب منه الزعامة التي كان يوشك أهل المدينة أن يمنحوه إياها، واستمر في كيده فأظهر الإسلام وهو منافق، ثم عاد بثلث الجيش في أُحد ليوهن المسلمين، وتولى كِبر حادثة الإفك، ومع ذلك استمر عفو رسول الله ﷺ عنه حتى بعد موته حين كفنه بقميصه استجابةً لطلب ابنه عبد الله وصلَّى عليه.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وكان لرسول الله ﷺ فتى يهودي يخدمه ويقضي حاجاته ويناوله نعله ويضع له وَضوءه، فلما مرض وكان على فراش الموت زاره النبي ﷺ يدعوه إلى الإسلام، فيستجيب الفتى الذي لم يتلق الدعوة خالي الذهن وإنما كانت خلطته بالنبي ﷺ برهانًا على صدقه ودلائل  نبوته، وينطق الشهادة فيموت مسلمًا، ويستبشر رسول الله ويفرح بذلك قائلًا: “الحمد لله الذي أنقذه بي من النار” ويأمر أصحابه أن يصلوا عليه، وهذا الفتى لن يعينهم في معركة أو يكسب لهم مالًا، ولكن قضية رسول الله التي ارتبطت مشاعره وحياته بها هي هداية الناس.
وربما تعجب من مخالطة المسلمين للمشركين في المجلس الذي مر به رسول الله، أو من السماح ليهودي بخدمته في بيته، وكان ﷺ يعامل غير المسلمين برِفق ونُبل في مواقف شتى، لأن تلك المخالطة، كما يذكر المؤلف، هي أقصر الطرق ليتعرف هؤلاء على الدين وأهله ولهدم الحواجز التي تحول بينهم وبين قبوله ومعرفته.

لنا مع هذا الكتاب رحلة مع بعض القصص من سيرة رسول الله ﷺ، في مكة وفي المدينة، ومع أهله وأصحابه، ومع الكفار والمشركين، نتوقف معها وننهل منها علمًا وأدبًا.

عبد الوهاب بن ناصر الطريري، أستاذ جامعي سعودي، تخرج في كلية أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في تخصص علوم السنة النبوية ودرَّس فيها.
له العديد من البرامج على اليوتيوب، منها: “أحوال رسول الله”، و”مشاهد نبوية”، و”حجة الوداع”، و”سماء الذاكرة”.
ومن كتبه: “كأنك معه”، و”اليوم النبوي”، و”حديث الغدير”، و”توازن القوى”.