مع الله ومع النفس
مع الله ومع النفس
إن هناك أركانًا لا بدَّ أن تتوافر في الشخصية التي تسعى لتُخلد ذكرها، وأوَّل هذه الأركان هو حسن الصلة مع الله (عز وجل)، فمن تحسَّنت صلته بالله (عز وجل) يسَّر له أمره وشمله بعنايته، والدليل على ذلك كما جاء في الحديث القدسي عن رب العزة (تبارك وتعالى): “من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه”، فعلى طالب الأثر العظيم أن يحسن صلته برب العالمين.
أما الركن الثاني لمريد الذكر الحسن فهو الصفات الشخصية الجيدة، وأولى هذه الصفات هي الهمَّة العالية، فلا يُتصوَّر أن سعي شخص إلى إقامة أعمال كبرى عظيمة باقية دون أن يكون صاحب همة عالية، فمن علت همَّته عظم عمله وحسن أثره، بل إن هناك أشخاصًا من أصحاب القدرات المتوسطة لكنهم بهمتهم العالية تجاوزوا النقص الذي يعتري قدراتهم، وهاك الكثير من العلماء خلَّد ذكرهم التاريخ كالإمام مالك بن أنس والإمام بقيّ بن مخلد الأندلسي والإمام النووي وغيرهم الكثير.
كذلك من الصفات النفسية الثبات والبعد عن التذبذب والتردُّد، فلا يكثر الانتقال من مشروع إلى آخر دون أن يترك أثرًا راسخًا، والتفاؤل والثقة بعيدًا عن النظرات السوداوية والتشاؤم المهلك، ومن تلك الصفات الحميدة: الشجاعة والإقدام، فالدنيا لم تُخلَق للجبان ولا للمتقاعس المتردِّد الضعيف، والشجاعة المحمودة خُلق يتوسَّط خُلقين مذمومين هما الجبن والتهوُّر، وتكون محمودة حينما يُقصَد بها نصرة الحق، وآخر الصفات الحسنة هي الجدية، أي التيقُّظ المستمر واستغلال الطاقة واستثمار الفرص المتاحة.
الفكرة من كتاب أثر المرء في دنياه
يعيش البشر أعمارًا متفاوتة ثم يغادرون الدنيا، ولو سألت: فلان مات فما الأثر الذي خلَّفه من بعده؟ فغالبًا لن تجد أي أثر، عاشوا وماتوا ولم يشعر بهم أحد، ومن هنا أتت فكرة هذا الكتاب، حيث يتناول المؤلف في كتابه قضية الأعمال التي يتركها الإنسان في الدنيا بعد موته، وكيفية الوصول إلى ذلك، والعقبات التي يواجهها المرء من أجل أن يعمل عملًا لا يُدفن معه في قبره، بل يبقى في الدنيا ليُخلِّد ذكراه في دنيا الناس.
مؤلف كتاب أثر المرء في دنياه
محمد موسى الشريف: كاتب وداعية سعودي، عمل قائدًا طيارًا في الخطوط الجوية السعودية، حصل على الدكتوراه في الكتاب والسنة من جامعة أم القرى، وتاريخه حافل بالكثير من الإنجازات المقروءة والمسموعة.
من أبرز مؤلفاته:
عجز الثقات.
الطرق الجامعة للقراءة النافعة.
التنازع والتوازن في حياة المسلم.
تسبيح ومناجاة وثناء على ملك الأرض والسماء.
وله تهذيب لسير أعلام النبلاء بعنوان “نزهة الفضلاء”.