مع العائلة
مع العائلة
أصعب مساحة يمكن أن تقال فيها كلمة لا، بسبب ما يمكن أن تولده من مشكلات وانقسامات وخصومات داخل العائلة، تكمن المشكلة الجوهرية في تلقي الطلبات والخدمات العائلية في عدم وضوح لحدود حياتك الخاصة، وللعمل على تقوية تلك الحدود وإظهارها بوضوح للآخرين، يجب أن تقاوم أولًا شعور الذنب المبالغ فيه والتهويل عند رفض طلب عائلي، وثانيًا لا تحل كل المشكلات الصغيرة بنفسك أو تبد مهارة فائقة في حلها، فلا تحاول أن تبدو خبيرًا أو منقذًا.
ثالثًا لا تتداول أو تشارك أي معلومات عن شؤونك المادية أو الزوجية، وحاول ألا تحتك بالشخص الكثير الشكوى في العائلة، ورابعًا تخلَّ عن رغبتك في تسيير كل الأمور بالطريقة التي تريدها.
تزداد الأمور تعقيدًا عندما نأتي للحديث عن الوالدين، فهما التحدي الحقيقي أمامك، كيف تحافظ على علاقتك بهم في إطار التراحم والمودة مع عدم إلغاء استقلالك، هناك مساحة تقع فيها قرارات متعددة يكون دور العائلة الطبيعي فيها استشاري، قد تحتاج أن تطلبه أو تكتفي بأن تبلغهم بقرارك مباشرة بعد اتخاذه، وفي علاقتك بالأقارب قد لا تفضل نفس نمط تعاملهم، فيجب أن تكون مستعدًّا لمواجهة المشاعر الجافة وغضب الأقارب تجاه أسلوبك الجديد.
احذر أن تلعب دور صانع السلام، فلا تبحث عن المشكلات بنفسك، فإرضاء جميع الأطراف صعب، وقد تتحيز لطرف ما فتكسب كراهية الطرف الآخر، مما يزيد الشحن السلبي ضدك وستظهر نتيجة ذلك الشحن عندما ترفض أي طلب منهم، وكف عن محاولة إسعاد الجميع على حساب حياتك.
بالنسبة إلى أصهارك، يجب أن تكون مفاوضًا جيدًا لكي توازن بينهم وبين والديك، فعندما تقع منافسة على أمر ما كإهداء لعب متشابهة لأطفالك، عليك أن تلعب دور الحكم وتفصل بينهم وتحدد صلاحيات دور كل طرف ومساحته في حياتك الزوجية والعائلية الخاصة.
الفكرة من كتاب كيف تقول لا (250 طريقة لتقولها وتعنيها، توقف عن محاولة إرضاء الآخرين للأبد)
إن التصور الصحي لأي علاقة هو القيام على التوازن والتبادل، فأن تعطي وتأخذ هو جوهر العلا
قة، وأي زيادة في أي طرف يحول العلاقة الصحية إلى اتكالية استنزافية تؤثر بالسلب في طرفيها، وتكون معاناة أحدهما أكبر من الآخر خصوصًا إن كانت لديه صعوبة في رفض أي من الطلبات التي تنهال عليه، مستنزفة وقته ومجهوده، ضاربة بنظام حياته عرض الحائط.
للحفاظ على التصور السليم للعلاقات المختلفة داخل إطار العمل أو الصداقات أو العائلة والدائرة الاجتماعية يجب تعلم قول كلمة لا عندما تحتاج إليها، ستكون تلك الكلمة السحرية كالمنقذ من الهلاك والغرق في الالتزامات والشعور بالإحباط والوقوع في ورطة أنه قد تم استغلالك، هذه ليست دعوة للأنانية بل هي حماية لحياتك الخاصة، فلا يوجد تعارض بين رغبتك بمساعدة الآخرين وتحديدك لأولوية المهام ونطاق تلك المساعدات وأي منها الضروري، وما الأساليب التي تورطك كل مرة في الموافقة، وكيف تخرج من المواقف المحرجة التي تفرض عليك قول نعم.
مؤلف كتاب كيف تقول لا (250 طريقة لتقولها وتعنيها، توقف عن محاولة إرضاء الآخرين للأبد)
سوزان نيومان: اختصاصية في علم النفس الاجتماعي وخبيرة في تربية الأطفال، لها إسهامات عديدة في مجال التربية، إذ يبلغ عدد مؤلفاتها خمسة عشر كتابًا تدور حول العلاقات، محاولة حل مشكلاتها وتأسيسها بشكل صحي، احتل بعضها قائمة الأكثر مبيعا في أمريكا.
لها عدة أعمال بحثية ومشاركات في مجلات كبيرة مثل “سيدات المنزل” و “تلجراف لندن”، وقدمت عدة حلقات في برامج تلفزيونية مثل “صباح الخير يا أمريكا” و”عرض اليوم”، من أهم كتبها “تربية طفل وحيد”.