مع الأصدقاء
مع الأصدقاء
تعد دائرة الأصدقاء من المساحات الصعبة لقول كلمة لا بها، لقوة العلاقة ومقدار التفاهم والتقارب معهم، ولذلك يجب أن نعلم أولًا أن الصداقة ليست مستوى واحدًا بل هي عدة درجات، وأن من أهم صفات الصديق الاستماع الجيد والثقة والمساندة المتبادلتين وتقديم الاحترام والدعم، لذلك فإنه سيتفهم ما تحاول أن تفعله لحماية حياتك وإعادة التوازن إلى العلاقة، وعليك أن تحذر لأن الاستمرار في قول نعم يحول الطلب من خدمة تتفضل بعملها إلى حق مسلم به، وأحيانًا ينتظر فعله دون أن يطلب ذلك منك.
يجب عليك التفريق بين الحاجات الحقيقية والطلبات الناجمة عن كسل صاحبها، غالبًا يتم اتباع أساليب معينة لإقناعك وسلبك كل أساليب الدفاع، فاحذر من أسلوب الاستجداء في الطلب وهو ادعاء الضعف، والإغراء بعبارات المديح، ووضع الشروط في الطلب.
قد تبدو الخدمة سهلة في البداية ولكن حذار من تدرج الطلبات وتسارعها، ولا تخش أن تخيب آمال أصدقائك، فالذاكرة البشرية قصيرة للغاية وسرعان ما سينسون ردة فعلك ويبحثون عن آخر ليساعدهم، ولكن مع الوقت سيفهمون طريقتك الجديدة في التعامل، حاول إبداء التعاطف عند الرفض فطريقة قول كلمة لا تصنع الفارق، فاجعلها تبدو حاسمة غير قابلة للنقاش ولكن هادئة، وأسد لهم نصائح حقيقية وادعمها بعبارات الإطراء، وأنك تثق بهم لأداء تلك المهمة، ولا تقدم معلومات عن شؤونك الخاصة أو تنقل عن شؤون آخرين.
قد يتم وضعك في موقف يتطلب منك الإجابة عن أسئلة لها علاقة بذوق صديقك في ملابسه أو شكله أو قصة شعره الجديدة، ومهما كانت درجة قربك منه فالبشر حساسون للغاية عندما يتعلق الأمر بكيف يبدون، فتوخَّ الحذر عند الإجابة عن أسئلة تتعلق بالمظهر، وحاول أن ترجع الرأي الفيصل لصاحب الشأن.
الفكرة من كتاب كيف تقول لا (250 طريقة لتقولها وتعنيها، توقف عن محاولة إرضاء الآخرين للأبد)
إن التصور الصحي لأي علاقة هو القيام على التوازن والتبادل، فأن تعطي وتأخذ هو جوهر العلاقة، وأي زيادة في أي طرف يحول العلاقة الصحية إلى اتكالية استنزافية تؤثر بالسلب في طرفيها، وتكون معاناة أحدهما أكبر من الآخر خصوصًا إن كانت لديه صعوبة في رفض أي من الطلبات التي تنهال عليه، مستنزفة وقته ومجهوده، ضاربة بنظام حياته عرض الحائط.
للحفاظ على التصور السليم للعلاقات المختلفة داخل إطار العمل أو الصداقات أو العائلة والدائرة الاجتماعية يجب تعلم قول كلمة لا عندما تحتاج إليها، ستكون تلك الكلمة السحرية كالمنقذ من الهلاك والغرق في الالتزامات والشعور بالإحباط والوقوع في ورطة أنه قد تم استغلالك، هذه ليست دعوة للأنانية بل هي حماية لحياتك الخاصة، فلا يوجد تعارض بين رغبتك بمساعدة الآخرين وتحديدك لأولوية المهام ونطاق تلك المساعدات وأي منها الضروري، وما الأساليب التي تورطك كل مرة في الموافقة، وكيف تخرج من المواقف المحرجة التي تفرض عليك قول نعم.
مؤلف كتاب كيف تقول لا (250 طريقة لتقولها وتعنيها، توقف عن محاولة إرضاء الآخرين للأبد)
سوزان نيومان: اختصاصية في علم النفس الاجتماعي وخبيرة في تربية الأطفال، لها إسهامات عديدة في مجال التربية، إذ يبلغ عدد مؤلفاتها خمسة عشر كتابًا تدور حول العلاقات، محاولة حل مشكلاتها وتأسيسها بشكل صحي، احتل بعضها قائمة الأكثر مبيعا في أمريكا.
لها عدة أعمال بحثية ومشاركات في مجلات كبيرة مثل “سيدات المنزل” و “تلجراف لندن”، وقدمت عدة حلقات في برامج تلفزيونية مثل “صباح الخير يا أمريكا” و”عرض اليوم”، من أهم كتبها “تربية طفل وحيد”.