معوِّقات الشخصية القوية
معوِّقات الشخصية القوية
هناك مجموعة من المعوِّقات يجب التغلب عليها لكي تكون ذا شخصية قوية، أولها التعب النفسي، وهو يحطم الإنسان أكثر من التعب الجسدي ويؤثر في علاقته مع الآخرين، وأكثر ما يضعف عزيمة الإنسان هو الإحساس بالفشل وعرقلة طريق نجاحه حتى يشعر بالتعب الذي يعانيه في حالتين؛ الأولى: تعب البداية سواء في مشروع أو عمل يتهرََّب منه والاستمرار في تأجيله، والثانية تعب الأداء الذي يتولَّد نتيجة القصور عن إنجاز مهمة مطلوبة منه فيشعر بالفشل والإجهاد العقلي.
ولمعالجته نبحث عن مصدره، وعادةً ما يكون غير بدني، ونابعًا من مشاكل لا نبوح بها وتشخيص السبب، ومن الخطأ معاملة التعب الجسدي الذي يتطلَّب منا الراحة نفس معاملة التعب النفسي الناتج عن الفشل باللجوء إلى الراحة والانصياع له.
ثانيها الأخلاق السيئة سواء كانت تؤثر في الإنسان بشكل مباشر أو غير مباشر، ومنها الغرور الذي نهانا الله عن اتباعه، فالمغرور لا يرى نفسه مغرورًا أو مريضًا به، والطمع يجعل صاحبه غير راضٍ وغير قانع بما لديه ذليلًا خاضعًا لنفسه، وكذلك الحسد بالتربُّص للغير دون العزم حتى عن تقليدهم، والكسل وهو الخمول والفتور عن إنجاز الأعمال بنجاح، ويقول الإمام على (رضي الله عنه) للتغلب على كل أشكال الكسل: “عليك بإدمان العمل في النشاط والكسل”.
ثالثها الغضب، وكل الأشخاص عرضة له، والفاصل بين الشخص والآخر هو كيف يديرُ غضبه ويستنتج أساليب للتنفيس عن غضبه ربما تنهي الخلاف، فالغضب المكتوم غالبًا ما ينتهي بأمور سيئة، والغضب نوعان؛ إما الغضب من أجل المبدأ وهو اعتقاد يؤمن به الإنسان، أو الغضب من أجل المصلحة ويمزِّق صاحبه من الداخل، وهو من صفات الجهلة.
فالغضب هو طاقة انفعالية إذا تملَّكت من صاحبها دمرته، وإذا تملَّك صاحبها وسيطر عليها وسخرها كانت له مصدر قوة، والغضب يؤدي إلى الموت المبكر، بعد عدة أعراض مرضية أو سكتة قلبية، وهناك عدة نصائح أوردها الكاتب لنتغلَّب على الغضب، وهي محاولة تجنُّبه وإخفائه ومعرفة سببه الأساسي، ومعالجة جذور الغضب (وهي الكبر والتجبُّر واحتقار الناس)، بالغفران والانشغال بالأعمال التفكير منطقيًّا وتغيير المكان ضع نفسك مكان الطرف الآخر.
الفكرة من كتاب كيف تكسب قوة الشخصية؟
يتناول الكاتب بأسلوب سلس مقوِّمات وصفات الشخصية القوية ووسائل اكتسابها، والمعوقات التي تمنع الشخصية من التطور والنمو، ويبيِّن أن أغلب من لديهم شخصية قوية اكتسبوها من ظروف الحياة التي فُرضت عليهم، ومن التجارب التي مرُّوا بها وقوة إرادتهم، فهم كانوا في الأصل ضعفاء الشخصية، وهذا يعني أنها صفة مكتسبة، وكل إنسان ولد بنسبة معيَّنة منها يمكن أن تزداد أو تقلُّ بمرور الوقت.
مؤلف كتاب كيف تكسب قوة الشخصية؟
السيد هادي المدرسي، عالم دين شيعي عراقي، ولد عام 1957.
ومن مؤلفاته: “تغلَّب على الفشل”، و”مفاتيح النجاح”، و”واجه عوامل السقوط”، و”أساليب النجاح”