معوقات تطبيق الكايزن في الدول العربية
معوقات تطبيق الكايزن في الدول العربية
إن الشرط الأساسي عند تطبيق فلسفة الكايزن هو توافر إدارات مرنة لديها رغبة حقيقية في تطبيق الكايزن والتزامها بتنفيذ أدواته واستراتيجياته على جميع المستويات في المنشأة وتوفير الموارد والأنظمة الضرورية لهذه المهمة.
لذلك تعد أهم معوقات تطبيق الكايزن في الدول العربية هو عدم رغبة الإدارات العُليا في تنفيذه لعدم ثقتها بنتائجه أو تخوفها من تكلفته العالية أو استغراقه مدة زمنية طويلة حتى يحقق التحسين المرغوب فيه.
كذلك بسبب اختلاف ثقافات العمل بين الشعوب العربية واليابانية، فأغلب الإدارات في الدول العربية تتخذ الشكل الهرمي وتصدر قرارات عُليا لا يلتزم بها العاملون أحيانًا، وتتجاهل ثقافة العمل الجماعي وتُوزَّع المناصب تبعًا للمحسوبية وليس الكفاءات.
من المعوقات أيضًا أساليب التعليم وطرائق التربية في المجتمع العربي، التي تجعل من الصعب تقبل هذه الفلسفة التي ترتكز على التأدب والالتزام الشديد والدقة والنظام وهو ما يفتقر إليه العرب.
وأخيرًا أن العرب ما زالوا في عزلة عن العالم المتقدم، وأغلب الدول العربية دول مُستهلِكة مُقلِّدة، لا تملك التقنيات والعلوم المتوافرة لدى الدول المتقدمة التي ساعدتها على التطور الصناعي، فتضطر إلى استيراد هذه التقنيات من تلك الدول وتطبقها عشوائيًّا دون منهج مدروس، لذا يُكتب لها الفشل.
ويمكن القول إن الكايزن قد عالج أغلب هذه المعوقات من خلال أدواته واستراتيجياته التي كانت نتائجها حتمية وساعدت على تطوير سلوك المنشآت تطورًا ملحوظًا، فيمكن معالجة بطء خطط التحسين واستغراقها مدة زمنية طويلة من خلال أداة (FIVE S) أو (التاءات الخمس: تصنيف، ترتيب، تنظيف، تنميط، تثبيت)، التي سبق أن طبقتها عديد من المنشآت وحققت نجاحًا كبيرًا، كما لا تعد التكلفة العالية من معوقات تطبيق الكايزن لأن كفاءته تكمن في خفض النفقات، لكن تظل الخطوة الأهم في التغلب على معوقات الكايزن هي تدريس ثقافة الكايزن في الأكاديميات لنشرها، وتبني المؤسسات فلسفة الكايزن والبدء في تطبيقها .
الفكرة من كتاب الكايزن
“الكايزن” هي كلمة يابانية تعني التغيير إلى الأفضل، وهي فلسفة طبقتها اليابان بعد الحرب العالمية الثانية بهدف تحقيق تحسينات مستمرة في الأنشطة المختلفة والعمليات الإنتاجية لقطاعات الأعمال والمؤسسات الصناعية، والحيلولة دون إهدار الموارد والوقت والمجهود ودعم استراتيجيات المنافسة والتميز لدى المنشآت والشركات، مما حقق لها نهضة صناعية وحضارية يشهد لها العالم، لذلك يهدف هذا الكتاب إلى تعريف الشعوب العربية بثقافة الكايزن وأدواته واستراتيجياته وطرائق تطبيقه في المؤسسات والشركات المختلفة، من أجل تغيير مفاهيم وثقافات العمل لدى العرب واكتساب القدرة على التسخير الصحيح والفعّال للكوادر والإمكانات لبناء مستقبل أفضل.
مؤلف كتاب الكايزن
عبير عيد العقباوي: باحثة وأستاذة في كلية التربية جامعة الملك سُعُود.