معوقات التنشئة الاجتماعية
معوقات التنشئة الاجتماعية
هناك عوامل عديدة تؤثِّر في تنشئة الطفل اجتماعيًّا، منها ما يساعده على تنشئته مع قيم المجتمع ومعاييره الأخلاقية، وتحقيق استقلاليته، ومنها ما يؤدي إلى شخصية قلقة غير متوافقة مع نفسها أو مع الآخرين، ويمكن حصر هذه العوامل في العوامل الآتية، وهي: أولًا طبيعة القدوة الموجودة في واقع الطفل، ومهما تعدَّدت النماذج التي قد يتخذ منها الطفل قدوة فيبقى الوالدان هما المصدر الأول للقدوة في حياته.
وغياب القدوة بشكل كلي يؤثر في تنشئة الطفل اجتماعيًّا، حيث لا يقتصر وجود القدوة على وجود الوالدين في البيت، فعلى الرغم مثلًا من وجود الأب جسديًّا في البيت، فإن معتقداته مثلًا تخبره بأنه لا يجب أن يشارك في تربية طفله، فيكون الأب كالحاضر الغائب كما يقال، ولا يتم اللجوء إليه إلا عندما “لا يسمع الأطفال الكلام”، أما بالنسبة للأم فهناك الأم العاملة التي يرى بعض الأخصائيين أن غيابها ولو لساعات قليلة غيابٌ للقدوة، وهناك من يرى أن هناك العديد من الأمهات التي تبقى طوال اليوم داخل المنزل، إلا أنهم لا يتوقَّفون عن العمل داخله ليل نهار من طهي وغسيل والكثير، وتنسى مسؤوليتها عن رعاية الطفل نفسيًّا ومعنويًّا، فخلاصة القول إن وجود الأب جسديًّا أو عمل المرأة أو عدم عملها لا يتوقَّف على عدد الساعات التي يقضونها مع الطفل، بقدر ما تتوقَّف على طبيعة هذه القدوة، والإطار النفسي الذي ينمو فيه الطفل.
العامل الثاني هو ديناميكية العلاقات الأسرية، فكل واحد من أفراد الأسرة يتفاعل مع ما حوله بطريقته الخاصة تبعًا لتركيبته النفسية واحتياجاته وطموحاته، بالإضافة إلى العوامل الخارجية التي يولد فيها الطفل خلال سنوات عمره الأولى، كعدم استعداد الوالدين لاستقبال طفل في الأسرة سواء بسبب عوامل نفسية أو اقتصادية، وإذا جاء الطفل في هذه الظروف وتلقَّى مشاعر الوالدين المتضاربة بين رؤيتهم لحق الطفل في الرعاية، وبين ضغوط الحياة والأعباء، وبالتأكيد سينعكس هذا على تصرفاتهم تجاه الطفل لاشعوريًّا، ولهذا ليس من الغريب أن يكون أطفال الأسرة الواحدة كل واحد منهم لديه توجُّهات مختلفة عن الآخر.
الفكرة من كتاب الأسرة وتربية الطفل
يتعدَّد مفهوم الأسرة بتعدُّد المدرسة الفكرية التي ينتمي إليها صاحب التعريف، إلا أن الجميع متفق على أنها نواة أي مجتمع، وأفضل مناخ لتربية ورعاية وتوجيه الأبناء، فتركِّز الكاتبة هنا على مشكلات الطفل الاجتماعية، وحقوقه في الأسرة والمجتمع، وكيفية تنشئته اجتماعيًّا، والمعوقات لهذه التنشئة، وتوضيح أهم مشكلات الطفولة المبكرة.
مؤلف كتاب الأسرة وتربية الطفل
هدى محمود الناشف: ولدت في عمان سنة 1936 ميلاديًّا، حصلت على البكالوريوس في علوم التربية والشؤون الاجتماعية، وعُيِّنت محاضِرة في الجامعة البحرانية، ومن ثم الجامعة الأمريكية في القاهرة، لها العديد من المؤلفات، ومنها:
تنمية المهارات اللغوية لأطفال ما قبل المدرسة.
تصميم البرامج التعليمية لأطفال ما قبل المدرسة.
قضايا معاصرة في تربية الطفولة المبكرة.
الاتجاهات المعاصرة في تربية طفل الرياض والكويت.