معنى الحياة والسعادة من منظور أخر
معنى الحياة والسعادة من منظور أخر
وفي سياق آخر، يذكر الكاتب رأي باجيني عن السعادة، حيث يرى أن معظم البشر يميلون لاختيار السعادة المرتبطة بالواقع التي لا يشوبوها الخداع -مثل آلة السعادة التي قامت عليها فكرة فيلم المصفوفة-، وهذا يعني أنها حالة من الوعي أكثر من مجرد كونها أسلوب حياة، وعلى غرار آخر؛ يستعرض الكاتب فكرة قبول شخص للتنازل عن سعادته مقابل حصول آخر عليها، ويرى الكاتب أن هذه المشاعر تتجاوز شعور الحب.
وخلاصة يذكر الكاتب أن السعادة قد تتعلق بالظروف الشخصية المادية، وأن الشخص لا يمكن أن يكون جديرًا بالاحترام إلا إذا تمتع بإرادة حرة في ظل ظروف ساسية داعمة للقيم والفضائل، فالحياة السعيدة تقتضي حالة سياسية واجتماعية خاصة، ويختلف معنى الحياة إذن بحسب تعريف الفرد للسعادة، وهذا ينقلنا لمساحة واسعة من الآراء المطروحة، فالبعض يلذذ بتعذيب الذات أو التلفظ بالشتائم، وهنا سيصيغ معنى مختلف للسعادة.
والبعض قد يرى في الحرية معنى لحياته، والبعض الآخر قد يلقاها في القوة أو الثروة، أو الرغبة كما يتصورها فرويد، حتى أنه توصل إلى أن الموت هو معنى الحياة، لذا على الإنسان أن يبقي ذهنه يقظًا تجاه فكرة فنائية الأشياء، وعليه أن يكون مترقبًا لافتاتها ، وبصورة عامة يرى فرويد أن ما يدفعنا على مواصلة الحياة هو أننا نحمل الموت بداخلنا.
وبين الموت كفكرة كئيبة، والرغبة كفكرة شهوانية، يذكر الكاتب التأمل الفكري كمعنى آخر للحياة، فبعض الفلاسفة اعتقدوا أن الموت هو أكثر الأهداف النبيلة إغراءًا، ويؤكد الكاتب أن الوصول لمعنى الحياة هو فعل ممارسة أكثر من كونه افتراضًا ذهنيًا فحسب، والبعض اتخذ من الحب معنى للحياة، وأكثر هؤلاء هم الفنانين،؛فالحب والحياة كلًا منهما غاية في حد ذاته.
الفكرة من كتاب معنى الحياة مقدمة قصيرة جدًا
في هذا الكتاب محاولة من المؤلف لإثارة أفكار سامية بلغة أقرب لطابع المرح أو السخرية، ويستهل المؤلف هذا الكتاب بالتساؤل حول سؤال “معنى الحياة”، ومن المؤكد أن عدم معرفة معنى الحياة هو جزء من معناها، ولعل سر استمرار الحياة يكمن في الجهل بحقيقتها، أو أن معنى الحياة أوسع من أن نتعايش معه، وعليه فإن الخيال سبب في استمرار الواقع وتحركه، والحياة باختلاف أشكالها، لها مقتضيات وطبيعة تساؤلات.
فالكاتب يتطرق لعدد من الأسئلة التي حيرت الفلاسفة على مر العصور، مثل: “كيف نشأ الوجود؟”، ولا شك أن هناك فارق ملحوظ بين الأسئلة الحقيقية والمزيفة، ومما يزيف الأسئلة؛ القواعد النحوية التي تتبعها، فربما ضللتنا تلك القواعد وجعلتنا نخلط بين الحقائق، وذلك لأن بعضها يخاطب الافتراضات الشخصية المترسخة في ذهن كل منا، وحول المعنى وحول الحياة، تدور فصول هذا الكتاب، لعل القاريء يجد فيه ضالته في التساؤل عن معنى الحياة.
مؤلف كتاب معنى الحياة مقدمة قصيرة جدًا
تيري إيجلتون: ناقد ومفكر بريطاني، من أبرز النقاد الأدبيين تأثرًا بالمعاصرين في بريطانيا، يعمل كأستاذ للأدب الإنجليزي في جامعة لانسيستر، كما عمل أستاذًا للأدب الإنجليزي في جامعة أكسفورد ومانشستر، للكاتب عدة مؤلفات؛ منها: مشكلات مع الغرباء، وفكرة الثقافة، وأوهام ما بعد الحداثة.
معلومات عن المترجم:
شيماء طه الريدي: مترجمة منذ عام 2003، تخرجت في قسم اللغة الانجليزية بكلية الألسن جامعة عين شمس عام 2000، ثم بدأت العمل في مجال الترجمة في إحدي دور النشر المصرية، عملت كمترجمة مستقلة مع مؤسسة هنداوي، ثم عملت فيها كمراجعة.
قامت بترجمة العديد من الأعمال، مثل: “ألغاز تاريخية محيرة”، و”لا تقدم العرض الأول أبدًا”، كما قامت بمراجعة العديد من المؤلفات، منها: “المساعدة الذاتية” و”التطوير الذاتي”