معماريو مصر
معماريو مصر
كان ناعوم شبيب مهندسًا ومقاولًا يهوديًّا مصريًّا، وهو الرجل الذي وقف خلف بناء برج القاهرة، وقد لخَّص فلسفته أمام طلبة الهندسة قائلًا: “التشييد هو عمل الإنسان لصالح أخيه الإنسان”، وقال في افتتاح البرج: “أقدم مبنى تعتزُّ به أنفسنا عربي في تصميمه، عربي في إنشائه، عربي في كل مرحلة من مراحل تنفيذه”.
وعلى الرغم من كون البرج من أهم معالم القاهرة وبخاصةٍ وقتها فإن أشهر مباني شبيب “قبة شبيب”، وهي أهم اختراع له، فقد حلت مشاكل بناء القباب الإسلامية بالخرسانة المسلحة أيًّا ما كانت مساحتها، وطُبِّق هذا الاختراع على عدد من المباني المهمَّة.
وطالما تحدثنا عن العمارة المصرية فلا ينبغي أن ننسى محمد كمال إسماعيل، وهو الرجل الذي صمَّم مجمع التحرير، ودار القضاء العالي، ولكن أهم ما عمل عليه الحرمان الشريفان.
كان إسماعيل ضمن سبعة طلاب تخرَّجوا في مدرسة الهندسة الملكية، ثم أرسل في بعثة إلى فرنسا ليدرس الدكتوراه في العمارة الإسلامية، وبعد عودته تم تعيينه في مصلحة المباني الأميرية نهاية الثلاثينيات، وهي الجهة المسؤولة عن بناء المصالح الحكومية، وفي هذه الأثناء قام محمد كمال إسماعيل بتأليف “موسوعة مساجد مصر”، وهو العمل الذي اهتم به العالم كله، وتمت ترجمته وطباعته في أكثر من دولة، حتى وصل إلى الديوان الملكي السعودي فطلبه الملك فهد ليتولى مسؤولية إعادة إعمار وتوسعة الحرمين الشريفين.
استغرق العمل على الحرمين ثلاثة عشر عامًا، وتمت توسعة الحرم المكي على مساحة خمسين ألف متر مربع، وتوسعة المسجد النبوي ليكون بمساحة خمسة وتسعين ألف متر مربع هي مساحة المدينة المنورة في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وحافظ إسماعيل على الرغم من كبر هذه المساحة على دمج التوسيعات القديمة بالحديثة بحيث لا تشوَّه بأى نشاز هندسي أو بصري، وحرص على إضاءة وتهوية المكان بإضاءة وهواء طبيعيين، فصمَّم المظلات الأتوماتيكية المتحركة، كما أن له الفضل في البرودة التي يشعر بها الحجاج والمعتمرون في أرض الحرمين لاستخدامه رخامًا يونانيًّا يسمى تاسوس، حيث يمتص الرخام الرطوبة في الليل ويخرجها بالنهار، وقد اختار إسماعيل أن يجعل الرخام أسمك من المعتاد لزيادة البرودة لتناسب حر الصيف.
الفكرة من كتاب صنايعية مصر
يتم إطلاق أسماء الأشخاص على الشوارع والطرق تكريمًا لهم وتخليدًا لذكراهم لما قدَّموه لخدمة الوطن مثل شارع محمد مظهر في الزمالك على سبيل المثال، ومع ذلك لا يعرف معظم الناس شيئًا عمَّن تحمل هذه الشوارع أسماءهم، ومن هنا يأتي هذا الكتاب الذي بدأ العمل عليه ونشرت حلقات منه بصورة غير منتظمة في 2013م في موقع “التحرير”، ثم نشرت بشكل منتظم في 2015م في جريدة التحرير.
في الكتاب يعرفنا عمر طاهر على أكثر من ثلاثين شخصية أثَّرت في التاريخ المصري والثقافة المصرية، فرسموا ملامح البلد وشكَّلوا جزءًا من تاريخ سكانه ولم يحصلوا على نصيبهم من الضوء والاعتراف بالفضل، نستعرض بعضًا منها في السطور التالية.
مؤلف كتاب صنايعية مصر
عمر طاهر: كاتب مصري ولد في صعيد مصر في منتصف السبعينيات، كتب في معظم الصحف والمجلات المصرية، وصدرت له عبر السنين العديد من الأعمال المتنوِّعة، قدَّم عمر طاهر كذلك البرامج الإذاعية مثل برنامج “الطريق إلى عابدين”، كما قدم برامج تلفزيونية مثل “مصري أصلي”.
من مؤلفاته: كتاب “أثر النبي”، وكتاب “حواديت برما”، كما أصدر عددًا من دواوين الشعر مثل ديوان “قهوة وشيكولاتة”، وديوان “مشوار لحد الحيطة”.