معظمنا يفضّلُ أن يعرفَ القليل عن الآخرين، لكن المحتالين، ينجحون في معرفة كل ما يستطيعون معرفته
معظمنا يفضّلُ أن يعرفَ القليل عن الآخرين، لكن المحتالين، ينجحون في معرفة كل ما يستطيعون معرفته
يستمتع معظمنا بمراقبة الآخرين، لكننا في الوقت ذاته نميلُ إلى تجنب اكتشاف الكثيرِ عنهم، وذلك لأن هذه المعرفة العميقة يمكن أن يكون لها سلبيات.
على سبيل المثال، في إحدى التجارب، طلب الطبيبُ النفسي جيفري سيمبسون من الأزواج، مشاهدةَ لقطات فيديو عن بعضهم البعض، يناقشون فيها اختلافًا في الرأي. أثناء القيام بذلك، طلب منهم تدوين مشاعرِهم ومشاعِر شُركائهم.
في نهاية الدراسة، سُئِلَ الأزواجُ عن شعورهم تجاه زوجاتهم وعلاقتهم، واتضح أنَّ الأزواج الذين هم أقلُ نجاحًا في فَهم مشاعر بعضهم البعض، أكثرُ سعادة من أولئك الذين نجحوا في فهم شعورهم تجاه زوجاتهم!.
إننا نميل إلى بُغضِ الناسِ، إذا تمكنَّ منّا الشعور بأنهم قد يجدوننا مملين في حياتهم، أو إذا كانوا غيرَ مخلصين، ولذلك يمكننا أن نعيقَ أنفسنا عن رؤية أشياءَ لا نفضلها، عن طريق الحفاظ دومًا على مسافة عاطفية آمنة مع الآخرين.
ومن ناحية أخرى، فَهمُ شخصٍ ما جيدًا، سيكون كافيًا لاكتشافِ عيوبهِ أو نِقاط ضَعفهِ، وهو بالضبط ما يقوم به المحتال.
لنتعرفُ على حالة ديبرا سايفيلد: في يوليو من عام 2008، ذهبت ديبرا إلى عرّافة بعد أن فقدت وظيفتَها وصديقَها. وقبل أن تقول ديبرا كلمةً واحدة عن مشاكلها، فهمت العرافة أن سايفيلد ضعيفةٌ جدًا، وذلك من خلال لغة الجسد، هذا سَمَحَ للعرافة بخداعها بذكاء، مما دفع ديبرا إلى أن تكتب لها شيكًا بمبلغ 27000 دولار. العرافة لاحظتها عن كثب، وفَهِمت كيفيةَ الاستفادة من عواطفها.
إلا أنَّ اكتشافَ ضَعفِ شخصٍ، ليس هو نِهايةُ المطاف، كما سنرى في الخُدعة التالية، فإنه يجب على المحتال أيضًا أن يكون قادرًا على كسب ثقة ضحيته.