معضلة تشخيص الأمراض النفسية
معضلة تشخيص الأمراض النفسية
في الآونة الأخيرة ومع انتشار الوعي بالصحة النفسية بات الناس أكثر استعدادًا للذهاب إلى الطبيب النفسي والاعتراف بما يعانون مِن مشكلات وضغوط حياتية، وتعد تلك الخطوة جيدة وإيجابية نحو العلاج، ولكنها لا تكفي من دون وضع تشخيص مناسب للحالة، فمع عدم توافر اختبارات تكشف عن الإصابة بالاضطرابات النفسية كتلك المتوافرة للأمراض الجسدية، تنوعت آراء الأطباء حول مسببات المرض النفسي، فالبعض يرجعون أسباب الاضطرابات إلى عوامل حياتية، وآخرون يلقون اللوم على الخلل الدماغي والعوامل الوراثية، مما حول المرضى إلى حقل تجارب لخُطَط العلاج المختلفة.
وقد وضع الأطباء مجموعة من القوائم تحتوي على أعراض محددة للأمراض النفسية، فإذا كان المريض يشكو معظمها ينطبق عليه التشخيص، متجاهلين بذلك التجارب الصعبة والأحداث الصادمة التي واجهها في حياته، وتُعد تلك القوائم من أهم أسباب التشخيصات الخاطئة، إذ إن التطابق التام بين البشر ومحاولة وضع الآلام وفق معيار ثابت هو أمر لا يستقيم في كثير من الحالات ولا سيما في مجال الطب النفسي.
وأحيانًا يشخص الأطباء الأعراض كأمراض في حد ذاتها، ويرجع ذلك إلى صعوبة تعقب مصادر الاضطرابات النفسية وما لها من سمات متعددة وأحيانًا تبدو متداخلة، مما يجعل الحدود الفاصلة بينها غير واضحة. على سبيل المثال، القلق يصاحب عديدًا من الاضطرابات النفسية كالوسواس القهري والاكتئاب، وحينئذ يصبح عرضًا لاختلال سلوكي أو بيولوجي وليس المرض الرئيس.
وما يجعل التشخيص أكثر صعوبة هو عدم القدرة على التمييز بين المرض النفسي والحالة الطبيعية، إذ يمكن للاكتئاب أن يصبح طبيعيًّا بعد الفقد، وكذلك القلق والنسيان وعادات الأكل غير الصحية وغيرها من الحالات التي يمر بها البشر جميعًا ولا تستوجب بالضرورة وضعها في خانات الأمراض النفسية والعقلية، لذا من المهم فهم مسببات الاضطرابات النفسية والمشاعر السلبية للتوصل إلى معرفة متى تكون الأعراض طبيعية ومتى تتطلب التدخل العلاجي.
الفكرة من كتاب أسباب وجيهة للمشاعر السيئة: أحدث الأفكار في مجال الطب النفسي التطوري.
هل سبق أن انتابتك مشاعر سلبية كالغضب أو الحزن أو القلق ولم تجد حلًّا للتخلص منها؟ هل تساءلت يومًا لماذا تشعر بالغيرة والفقد والخوف؟ ولماذا لا يزال الجنس البشري يتعامل مع كثير من الاضطرابات النفسية والبدنية على الرغم من تطور العلم والتكنولوجيا؟
ولأننا جميعًا نبحث عن إجابات لمثل هذه التساؤلات، جاء إلينا هذا الكتاب ليوضح ماهية المشاعر السلبية وكيف يمكن أن تضم في طياتها منافع، ويوضح الأسباب التي جعلت الانتخاب الطبيعي يترك البشر عرضة للإصابة بالمرض، مما يساعد على معرفة السبب الجذري للاضطرابات النفسية والعقلية ويجعل العلاج أكثر فاعلية.
مؤلف كتاب أسباب وجيهة للمشاعر السيئة: أحدث الأفكار في مجال الطب النفسي التطوري.
راندولف إم نيس: طبيب وعالم ومؤلف أمريكي، وأحد أهم المشاركين في تأسيس مجال الطب التطوري، وزميل الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين، كما عمل أستاذًا للطب النفسي في جامعة ميشيجان، ومدير مركز التطور والطب في جامعة أريزونا.
أهم مؤلفاته:
Why we get sick: The new science of Darwinian medicine.
Evolution and Healing.
معلومات عن المترجم:
محمد فتحي خضر: مترجم مصري تخرج في قسم اللغة الإنجليزية بكلية التربية عام 1999م، وتعاون مع مؤسسات عربية مرموقة في ترجمة ومراجعة عشرات الكتب في مجالات مختلفة، ومن أبرزها:
العادات الذرية: منهج سهل لبناء عادات جيدة والتخلص من العادات السيئة.
بهجة الحياة البسيطة: دليلك إلى التخلص من الفوضى، وإلى التنظيم والبساطة.
التطور: مقدمة قصيرة جدًّا.