معركة عين جالوت ومقتل السلطان قطز
معركة عين جالوت ومقتل السلطان قطز
عمل السلطان سيف الدين قطز على تقوية الوضع الداخلي وتوطيد الأمور بتوحيد الصف، والتصالح مع خصومه من بني أيوب، وأمر بالعفو العام عن كل المماليك البحرية، وتسلم رسالة من هولاكو كلها تهديد ووعيد، فقرر قطز وأمراؤه الخروج للقتال، وقتل الرسل وتعليق رؤوسهم على باب زويلة.
كانت أول مواجهة في غزة بقيادة بيبرس، وقد انتصر فيها انتصارًا ساحقًا، ثم التقى الجيشان في الخامس والعشرين من رمضان عام ستمائة وثمانية وخمسين من الهجرة (658 هـ) في عين جالوت، واضطربت قوات المماليك في البداية، فنزل قطز بنفسه، وقاتل وشجع أصحابه، وحين بدأت بوادر الهزيمة تظهر على المغول، رفض قائدهم كتبغا الانسحاب، حتى قُتِل، وقرر المسلمون متابعة التقدم لتحرير بلاد الشام، فدخلوا دمشق وأنزلوا بالتتار هزيمة ساحقة، وتابعوا المسير لتطهير مدن الشام الأخرى.
وعندما عاد قطز إلى مصر، قُتل على يد بيبرس وعدد من أمراء المماليك، وتعددت الأسباب ما بين عودة الخصومات القديمة بينهم، وانتقام بيبرس لمقتل قائده أقطاي، وتسلَّم ركن الدين بيبرس السلطنة، ولُقِّب بالظاهر.
إن أهم أسباب النصر في “عين جالوت” يكمن في القيادة الحكيمة المتمثلة في السلطان قطز، فقد عُرف عنه صلاحه، وممالئته للإسلام، وأنه لم يتعاط الشُّرب، ولا شيء مما يتعاطاه الملوك، وكذلك كفاءته وخبراته الحربية التي أهلته للقيادة، وأيضًا عدم موالاة أعداء الأمة والخضوع لهم، على الرغم من فارق القوة، وكذلك توسيد الأمور إلى أهلها كركن الدين بيبرس الذي عينه قطز رئيسًا لأركان الجيش المملوكي وقائدًا لطليعته، وكذلك الفارس أقطاي المستعرب وسنجر الحلبي وغيرهم.
وعن نتائج معركة عين جالوت فقد كان من أهمها تحرير بلاد الشام من المغول، وتحقيق الوحدة بينها وبين مصر مرة أخرى، وكذلك إنقاذ الإسلام من أخطر تهديد تعرض له، فلو توغل المغول داخل مصر، لما بقي للمسلمين دولة كبرى.
الفكرة من كتاب السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت
إن الأمة التي تحفظ تاريخها تحفظ ذاتها، وهؤلاء الذين لا يتذكرون الماضي محكوم عليهم بإعادته، بهذه العبارات يجب علينا إذا أردنا أن نسود الأرض كما كُنا، أن نتذكر عهودنا وتراثنا، أن نعرف ماضينا وتاريخنا، فلا يسعى السجين لفك قيده إلا حينما يتذكر الحرية.
يناقش الصلابي في كتابه تلك الفترة التي سبقت معركة عين جالوت، والأسباب التي أهَّلت لذلك النصر بقيادة السلطان المُظفر سيف الدين قطز، ويركز على المعركة وعلى المماليك على نحو خاص، منذ نشأتهم وحتى سيادتهم وقيام دولتهم.
مؤلف كتاب السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت
علي محمد محمد الصلابي: فقيه ومؤرخ ومحلل سياسي ليبي. نال درجة الماجستير في أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن، وحصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية.
له العديد من المؤلفات منها:
دولة السلاجقة: موسوعة الحروب الصليبية.
فصل الخطاب في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
الشورى فريضة إسلامية.
صفحات مشرقة من التاريخ الإسلامي.