معرفة الذات قبل الفرص
معرفة الذات قبل الفرص
إننا نعيش في عصر الفرص غير المسبوقة، فالفرص كثيرة لكنها غير مجانية، إذ تترتَّب عليها مسؤوليات جمَّة، ففي نهاية الأمر يعود على الفرد مدى اختياره للفرص والسعي خلالها، ولإتقان القيام بذلك يجب أن يعرف المرء نفسه جيدًا، وأن يسأل نفسه: ما جوانب قوَّتي؟ وما جوانب ضعفي؟ وكيف أتعلَّم وأعمل مع الآخرين؟ وما القيم التي أومن بها؟ وإلى أين أنتمي؟ وما الذي أستطيع تقديمه؟
فالمرء لن يُحقِّق ميزة حقيقية يكون قادرًا على استغلال الفرص من خلالها إلا إذا كوَّن جوانب قوَّته، وأن يعرف ذاته وما يُناسبها، ثم يتصرَّف على أساس تلك المعرفة في اختيار الفرص واستثمارها، كما أن إدارة الذات تتطلَّب تحمُّل مسؤولية العلاقات، فالكثير يتردَّد أمام الفرص بسبب الآخرين، وما يجب أن يعلمه هو أن الآخرين أفراد مثله تمامًا، وأنهم يتصرَّفون بوصفهم بشرًا أيضًا، وهذا يعني أن لديهم قدرات، وجوانب قوة، ولهم القيم التي يؤمنون بها، فإن إدراك المرء لقُدرات زملائه يجعله متفاعلًا معهم، فتُبنى الثقة بينهم، ويتحمَّل الجميع مسؤولية علاقاتهم.
وفي بعض الأحيان حين يصل الإنسان إلى منتصف العمر، ويبلغ الخامسة والأربعين مثلًا يكون في الغالب أدرك طبيعة العمل، ويصبح مُتمكِّنًا من الوظيفة، فيعكس ذلك في نفسه أنه لم يعد يتعلَّم من تلك الوظيفة، أو لا يشعر بالتحدِّي، أو لا يستطيع استمداد الرضا منها، وأن الفرص قد اختفت من أمامه، وهنا عليه أن يبدأ بوظيفة أخرى! إما أن ينتقل من مؤسسة إلى أُخرى، أو يجد وظيفة موازية، أو يتطوَّع بجزء من وقته لعمل اجتماعي، وهذا الاختيار هو الأمثل.
قديمًا كانت المؤسسات تُعمِّر أطول من العالمين، ومعظم الناس يظلُّون في أماكنهم لا يتحرَّكون، أم اليوم فالعكس صحيح، إذ إن عُمَّال المعرفة يعمرون أطول من المؤسسات وأنهم يتحرَّكون، ولهذا فإن إدارة الإنسان لذاته تحدث ثورة في الشؤون الإنسانية.
الفكرة من كتاب عن إدارة الذات
يتفق كثير منَّا على أن النجاح يتطلب التركيز على أهمية إدارة الذات والثقة بالنفس؛ فالكل يسعى إلى النجاح.
يعد هذا الكتاب أحد كُتب سلسلة الأكثر قراءة، وهي سلسلة أصدرتها جامعة هارفارد من أجل مساعدة المديرين وأصحاب الأعمال، لتعزيز مهاراتهم وفاعليتهم، وقد قُدِّمت هذه السلسلة بصورة مُبسَّطة سهلة لتوفِّر الوقت وتقدِّم أفكارًا لتحسين العمل، ويأتي هذا الكتاب في مقدِّمة تلك السلسلة، حيث يبدأ بالإنسان نفسه، كيف يُدير ذاته أولًا ويضبطها ليكون قادرًا على إدارة ما حوله.
مؤلف كتاب عن إدارة الذات
مجموعة مؤلفين: أساتذة متخصصون في الإدارة وعلم الاجتماع وإدارة الأعمال ومديرو أعمال.